حينما كانت الة القمع والقتل للنظام تدوس على جثث القتلى وتمزق اشلاء جرحى الجنوب، حينما كان شرفاء النضال الجنوبي يذوقون اقسى صنوف التعذيب والتنكيل في معتقلات وسجون المحتل، حينها كان البعض من هؤلاء مشغول بالرقص والتطبيل في مهرجانات الزعيم او مشغول بمتابعة اخر اخبار تحركاته من غرفهم ودواوينهم المكيفة عبر شاشاتهم الجدارية الضخمة، حينها كان البعض الأخر من هؤلاء مشغولون بمتابعة كل اصدار جديد من فتاوى ومحاضرات شيوخ شمال الشمال التي تستبيح دماء واعراض الجنوبيين، واليوم وبعد ان هلك عفاشهم وصمت شيوخهم وارتضوا ان يضعوا ايديهم في يد اذناب المجوس بعد ان اذلهم واهان كرامتهم واستباح عوراتهم واليوم وبعد ان اصبحت (الدنيا عوافي) حسب القول العامي وبعد ان امتلك الجنوب زمام امره وشرع في التوجه لتأسيس مداميك دولة النظام والقانون التي تتسع لكل الجنوبيين، خرج علينا هؤلاء من جحورهم رافعين شعار الهوية الجنوبية مطالبين بعدم اقصائهم من المشاركة في القرار الجنوبي، وبرغم تاريخهم المليئ بكم هائل من المأسي والاساءات التي كانوا هم مصدرها والتي طالت شرفاء الجنوب ابان وجودهم في كنف المحتل، الا ان الشعب الجنوبي وبطبيعته المتسامحة ، سامحهم وتقبلهم كجنوبيين بغض النظر عن ماضيهم الغير مشرف، الا انهم شرعوا في تكوين كيانات وائتلافات مشبوهة بصبغة جنوبية مستغلين هويتهم الجنوبية، ارادو من خلالها التشويش على الهدف الذي بسعى كل جنوبي شريف لتحقيقة وهو هدف تقرير المصير ، وحاولوا جاهدين تحت هذا الغطاء لتمرير مخططاتهم والانتقاص من دور مكونات الحراك الجنوبي الحقيقي كالانتقالي وغيره، غير مدركين ان الانتقالي يمتلك قاعدة شعبية ترجمها حيازته لتفويض شعبي وله امتداد نضالي تاريخي طويل منذ نشوء وبدايات الحراك الجنوبي، بينما لم يدركوا ان امتدادهم التاريخي يبدأ وينتهي عند عتبة باب اليمن، متجاهلين ان الفرق ببنهم وبين مكونات النضال الجنوبي الشرعي هو ان رموزها يؤمنون ايمان مطلق بضرورة استعادة الدولة والهوية الجنوبية بينما مشكلتهم هم انهم الى الان لم يستطيعوا هضم وتقبل هذا الهدف، لكونة يتعارض مع رغبتهم في العودة الى احضان سادة باب اليمن، وكما قلنا وبرغم من كل تلك التحفظات المشروعة ، الا ان الشعب الجنوبي، وتلبية لدعوة رص الصفوف وتوحيد الكلمة وعلى اساس تلك القاعدة ومن منطلق الاتفاق على كلمة سواء، وانطلاقا" من كل ماسبق اعتبرهم الجنوبيين اخوة بحكم واحدية الهوية والمصير المشترك، الا ان الوقائع اثبتت ان هؤلاء لم يتعظوا ولم يستوعبوا الدرس وانطبق عليهم المثل الشعبي القائل ( لو قد الرجل عاطل،، سيرتك عاطلة) ومما يحز في النفس هو وقاحة هؤلاء التي وصلت الى حد استفزاز الشعور الجمعي الجنوبي، وقد ظهر هذا الاستفزاز المقيت جليا" في مجاهرة هؤلاء بحقهم للاحتفال بعيد الوحدة المشؤومة وحدة 7/7 سيئة الصيت في الذاكرة الجمعية للجنوبيين، اراد هؤلاء اقناعنا بتقبل فكرة الاحتفال بالوحدة على نفس ثرى الارض التي ارتوت بدماء شهداء الجنوب وتضحيات مناضليه، وهذا هو اعلى مستوى من قمة الوقاحة. لذا لايسعنا سوى القول لهؤلاء ان امامهم خيارين لاثالث لهما، اما الاقتناع وتقبل فكرة الايمان بتقرير المصير، او حمل خيمهم ونصبها امام باب اليمن والاحتفال بعيدهم الوحدوي كيفما يشاؤون، غير لذلك اعتقد ان اي جنوبي حر لن بسمح لوجود هؤلاء بين ظهرانينا كطابور خامس ينخر في جسد الكيان الجنوبي من الداخل ويحاول قتل حلمه في التحرر من ربق تبعية شمال الشمال المتخلف، برغم اني اجزم بأن ماسيحصل عليه هؤلاء ان هم اختاروا عتبة باب اليمن، ماسيحصلون عليه فقط هو كرت تعريفي مكتوب عليه عبارة( مقيم جنوبي) . وختاما نقول لمثل هؤلاء المحتفين على جثث ودماء اخوتهم الشهداء والجرحى الجنوبيين الذين قضوا نحبهم واصيبوا جراء القمع الممنهج الذي مارسه عراب وحدتهم المشؤومه على كل ماهو جنوبي، نقول لهم كفوا عن نكئ الجرح الجنوبي ، لكن صدق عليهم القول ان لم تستح، فافعل ماتشاء،، وصحيح اللي اختشوا ماتوا ..