الهدية غلا ثمنها أو رخص تعبر عن العلاقة بين صاحبها والهادي إليه، ويحتار الكثير منا عند زيارة أو مشاركة الأعزاء والأحبة من الأهل والأصدقاء مناسباتهم الخاصة ماذا نقدم لهم من هدية تحمل مدلولات الحب والود والإحترام، ومع كثرة ما يعرض في المحلات التجارية تزداد حيرتنا في إختيار الهدية المناسبة للمحتفي به و ما يليق بالمناسبة وإن أضطر بعضنا لإدخار المبلغ أو إقتراضه لتقديمها لمن نعز. في صنعاء وجدن لهن الحل ومخرجاً جميلاً وأكثر من أنيق لتقديم الهدايا لأحبتهن وأصدقائهن فحرصن الأخوات إيمان شايف وإبنتها ندى السليماني وزوجة إبنها شذى خميس بالأفكار والإبتكارات وبسلوى كبيرة وحماس صنعن هدايا مميزة بقالب أنيق لتقديمها لأحبتهن بأشكال أنيقة ولمسات فنية، وما قمن به لقي إستحساناً كبيراً ممن يعرفهن وأيضاً شجعوهن لعمل مشروعهن الصغير مما يصنعنه من أفكار لتقديم الهدايا، و منذ أشهر بدأن عمليا به وهو تقريباً الأول من نوعه في صنعاء و على مستوى اليمن، نسوة "يبيعن" قوالب الحلوة والشوكلاته لتقديمها في الأفراح والمناسبات الخاصة، وهذا ربما يعده البعض ترفاً لواقعنا و للمستوى العام لحالة المواطن اليمني، إلا أنه هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد إن الإنسان اليمني مهما بلغ به الحال يحرص على مشاركة الأخرين أفراحهم وأتراحهم، ويقدم ما يمكن تقديمه و تجود به روحه الطيبة، وقال رسولنا الكريم r "تهادوا تحابوا" .
مشروعهن الصغير القائم على الإبتكارات الجميلة لتقديم هدايا من الحلوى والشكولاته تحدثت عنه ندى طه السليماني:" جاءت الفكرة لعملنا من حيرتنا في تقديم شئ مناسب لمن نزورهن في المناسبات الخاصة، وكنا في بحث كالآخرين عن هديه مميزه ترتبط بالشوكلاته، وأنتهينا إلى فكرة مشروعنا الذي نمضي الوقت فيه بعمل محبب لأنفسنا في التنسيق والجمال، ولم يكن الهدف منه الربح، وشجعنا للمضي فيه أفراد الأسرة و الصديقات مما لمسوه من تميز في ذوقنا بإختيارنا لقوالب الشكولاته وطريقة لفها وتطعيمها بالإكسسوارات الأنيقة التي تليق بالمناسبة المعينة، وبرأسمال متواضع مولته أمنا "إيمان" بدأنا العمل فيه الذي وجد نجاحاً والحمدلله، ونطمح بتسويق ما نصنعه وسط شريحة أكبر من المهتمين بنوعيةعملنا بتقديم الهدايا، ونأمل بالتوسع وفتح محل خاص لبيعها مع إكتساب خبرة أكثر في هذا المجال".
وتضيف ندى:" نحرص على تجهيز قوالب الشوكلاتة اللذيذة بأنواعها المختلفة ومنها الفاخرة، و يحدد سعرها نوعية الطلبية "الحجوزات" وطريقة تغليفها التي تتماشى مع كل مناسبة من حفلات الزواج، المواليد، الجدد، زياره المرضى وكافة المناسبات السعيدة، ورغم مضي العمل في مشروعنا فترة قصيرة، جهزنا عدد من طلبيات ومنها في الإنتظار لموعد المناسبة المحددة التي نشترط دائماً أن تقدم الحجوزات قبلها بأيام لنلحق تجهيز الطلبية وفق الحدث الخاص بتوفير المواد وتنسيقها وإيجاد فكره جميلة لكل مناسبة". كل عمل جديد يواجه أصحابه عدد من الصعوبات، وفي مشروعهن المتواضع الأنيق واجهن إيمان وندى وشذى بعض الصعوبات البسيطة، وأهمها عدم توفر أنواع جيدة من الشوكلاته في السوق المحليه وتغلبن عليها بإختيار الأنواع الجيدة المتوفرة فيه، وحرصن أيضاً على توفير أنواع خارجية فاخرة بإستيرادها عبر المعاريف لصنع قوالب الهدايا المتنوعة والتي تتفاوت اسعارها بنوعية الطلبية والمناسبة وليس بهدف الربح بقدر حرصهن على الإنتشار والترويج لبضاعتهن المتواضعة والجميلة، وما يكسبوه يستثمروه لشراء مزيداً من المواد ليتوسع مشروعهن مستقبلاً من أفكارهن البسيطة والأنيقة، وكما نعلم جميعاً المشاريع الكبيرة الناجحة بدأت بأفكار ورأسمال بسيط وبالإرادة والجودة والتنسيق توسعت، وخلقت فرص عمل للكثيرين ومصدر ربح لهم وكذا الإستفادة من الوقت في العمل المفيد.
وليس غريباً على مجتمعنا هذا فتميزت المرأة اليمنية بالإكتساب الحلال من عملها وهي في المنزل" كحياكة الصوف والخيوط المختلفة، التطريز، خياطة الملابس، عمل العطور والبخور، والعشار"مخلل الليمون" والى أخره من المهن الحرفية لتدبير أمور المنزل، ونجحت نساء كثيرات بذلك لان العمل شرف وأفضل من التسول والعوز الذي نشاهده ونلمسه هذه الأيام من البعض القادرات على العمل أو امتهان الحرف اليدوية التي تحتاج لدعم و رأسمال بسيط، وأمل أن يسهم أصحاب رأس المال في مساندة المعوزات أو أي فرد بالمجتمع لتوفير لقمة عيشة نظيفة وكما يقال" علمني كيف أصطاد السمك خير من أن تعطيني سمكة كل يوم". *من لبنى الخطيب