كما يمحص الرجال في الأزمات والمحن ويظهر نبل معادنهم ، كذلك عند الكوارث والفيضانات يمحص المسئولون ويعرف الصادق من الكاذب . في دول أخرى أذا حوصر قط أو كلب في فيضان أو نيران فأن الأجهزة والإدارات المعنية تعلن حالة الإستنفار لأجل إنقاذه ، أما مايحدث في مديرية خنفر اليوم فهو العجب العجاب ! لقد تهدمت عُقل وانجرفت منازل وتضررت ممتلكات وفقدت أرواح ولم نرئ تعليقا واحدا من مسئول ! ، عدا الجهات الأمنية التي هرعت إلى الأماكن المتضررة مع عدد من المواطنين المتطوعين وتحرك مدير عام النظافة وحيدا ، أما البقية وكما جرت العادة في مديرية خنفر سوف ينأون بأنفسهم عن الكارثة أو ربما سوف يتصدقون على المواطن بموقف يتقاذفون التهم بينهم البين وكل واحد يركل كرة الصلاحيات للآخر في إستهتار واضح لحياة البشر التي أزهقت وعدم مبالاة للخسائر والأضرار . إلى متى سنظل هكذا في مديرية خنفر التي تعد من أكبر مديريات البلاد طولا وعرضا ، هل هو سيناريو معد مسبقا والمخرج يريد الوضع أن يظل هكذا ؟ هل السلطة تنتقم من المواطن بتعذبيه بالسكوت عن تردي الخدمات ؟ ماهو غرض المسئول عند وصوليه إلى السلطة ؟ لما يأكل المسئولون خيرها ويسكنون غيرها ؟ الكثير والكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن المواطن والتي يضع عليها علامات تعجب ولا يجد لها جوابا ، في ظل تدهور في خدمات قطاعات واسعة كالصحة والتعليم والكهرباء وغاز الطبخ والطرقات وتضارب رهيب في أسعار الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطن بشكل يوميا ودائم والتي تستطيع السلطات في المديرية والمحافظة أن تحدث تغييرا جذريا فيها و نقلة نوعية ، وغض الطرف عن كل هذه الخدمات لسنوات وترك المواطن المغلوب على أمره وجها لوجه معها هو أم الكوارث . استشعروا المسئولية وصححوا المسار فأن الكراسي ذاهبة وإن كنتم تظنون أنها لكم فأعلموا أنها مادامت للذين من قبلكم ، لا أحد يستطيع أن يغلق باب التغيير أو أن يحجره فقط دعوا الكبر جانبا وتخوين كل من يخالفكم ، أبدؤا بأخذ الملاحظات بعين من الإعتبار وقولوا : رحم الله امرؤ أهدئ إلينا عيوبنا ، فالإعتراف بالتقصير أول مراحل التغيير .