ينتظر المواطن حلمي سعيد في مدينة جعار محافظة أبين دوره البعيد في الطوابير الطويلة أمام محل لبيع أسطوانات غاز الطبخ المنزلي - الذي تفاقمت أزمته من غير مبرر أو سابق إنذار - يشخص أنظاره للعدد القليل من الأسطوانات الذي سمحت به السلطات بأن يوزعه أقرب وكيل له وسط زحام شديد من المواطنين الذين أتوا من كل حدب وصوب ثم ينتهي التوزيع بإنتهاء الفتات ويعود ثلاث أرباع المواطنين ومعهم المواطن حلمي إلى منازلهم بخفي حنين ! وهم لا يعلمون أن أزمة في المياه قد باتت تنتظرهم في منازلهم لم يحسبوا لها حساب وهم على مشارف العيد الذي ظنوا أنه سوف يكون سعيدا و أفضل من سابقيه . كل الخدمات تقريبا أصبحت في خانات الطوابير وسط شلل من السلطات المحلية والتي يتغذى دورها السلبي بالوقوف في دور المشاهد الذي ليس له علاقة إلا بنفسه فقط أو الرمي والتقاذف بالتهم بينها البين في أحسن الحالات ! ولا قدسية للشهر الكريم أو للعيد العظيم ! وبين إنعدام وإحتكار وتردي ومغالة لخدمات تعد من أبسط مقومات الحياه الآدمية لم يعد يأمل المواطن خيرا في مسئول - الإ قليلا - ، لقد فقدت المصداقية وضيعة الأمانة وساءت الأخلاق وأصبح الممنوع مرغوبا والحرام حلالا . محافظة يسير فيها كل شيء تقريبا بالمقلوب ... تأتي الكهرباء لتتفاجى بانقطاع المياه ! وتفرح بساعتين من الكهرباء أحيانا فتضعف الفولتيه لتحرق عليك بعض الأجهزة في المنزل ! ويلقى الغاز المنزلي إهتماما من السلطة والغرفة التجارية وتشكل له نقابة ثم يختفي من الأسواق فجئة ! وتهبط أو تستقر العملة ولكن ترتفع الأسعار أو تظل على حالها ! وتسير عجلة التنمية في المحافظة ولا تعبد حفرة واحدة في طريق كطريق الحصن أو طريق الموت الذي يلقى العشرات سنويا حتفهم فيه هربا من الحفر لتتلقفهم الحوادث أو تدهسهم القاطرات ! إهمال وعدم مبالاة ومحاربة للناجحين حتى يفشلوا وتشجيع للفاشلين حتى ينجحوا . تأتي وتذهب الأعوام على محافظة أبين ومواطنيها في إنتظار مجهول ، ولا تجلب معها أي جديد سوء مزيدا من تردي الخدمات في المحافظة الأكثر ثراءا والأشد فقرا ، و ليس للمواطن المغلوب على أمره سوى الصبر و الدعاء ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !