اجتاحت مياه الأمطار التي هطلت مساء أمس السبت مناطق عديدة ومدن ومديريات محافظة عدن ، والحقت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمساكن لأهالي عدن ، ولعل كل من يعرف مديريات واحياء محافظة عدن سيجد أن النصيب الأوفر من الكوارث والأمطار التي تهطل مع كل منخفض جوي وما تلحقه من خسائر وأضرار دائما ما يكون من نصيب حي القطيع الشهير واعرق الأحياء واقدمها في كريتر خاصة وعدن بشكل عام. ويمتد حي القطيع السكني شرقا من عند بوابة حقات و صيرة وشمالا من ملعب الحبيشي وغربا من الوحدة السكنية بجانب (مقبرة القطيع) ويسمى الجزء الشرقي من هذا الحي "بالمرسابة" وهي المنطقة الأكثر إنخفاضا في القطيع وكريتر لذلك فمياه الأمطار تجري في سيول جارفة من الجبال المحيطة بالمدينة ومن حي "العيدروس" و الطويلة عبر ما يسمى "بالسايلة" التي أصبح أجزاء منها قد سد بسبب الأبنية العشوائية التي منعت مياه الأمطار من أن تصب في البحر فغرقت "القطيع" . لقد تعود سكان حي القطيع على هذه الحالات وقد سبق لهم في كثير من الأعوام السابقة أن غرقوا في الأمطار وما حدث في عام 1993م لازالت ذكراه عالقة في أذهانهم حيث وصل منسوب المياه إلى إرتفاع أكثر من ثلاثة أمتار لكن الجهات المختصة في الحكومة الموقرة والسلطة المحلية لم تحرك ساكن حتى اليوم ولم تقوم بأي مشاريع وإجراءات إحتياطية لإنقاذ الناس الذين سبق وأن استخدموا القوارب لإخراج النساء والأطفال من البيوت التي أوشكت على الغرق ، وها نحن اليوم نواجه ذات الكارثة ولا من مغيث بل وكأن الامر لا يعني مسؤولينا الذين اغلقوا تلفوناتهم وغطوا في نوما عميق في الوقت الذي كانت المدينة تغص في ظلام حالك وسط رعود تهز بيوتهم المتهالكة وسماء تبرق وتضيء جوانب المدينة الغارقة القطيع تغرق وستظل في كل عام تغرق ولا ينقذها من شدة الغرق سوى مصارف لمياه الأمطار أنشأها الإستعمار البريطاني إبان إحتلاله لعدن
