يلقي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم الأحد أول خطاب منذ عودته المفاجئة إلى صنعاء صباح الجمعة الماضي، بعد علاج في السعودية استمر نحو أربعة أشهر، إثر إصابته بحروق بليغة في تفجير استهدف مسجد القصر الرئاسي في الثالث من يونيو/حزيران الماضي. يأتي ذلك في وقت جددت فيه الولاياتالمتحدة دعوتها صالح للتنحي و"نقل كامل وفوري" للسلطة، كما دعاه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للاستجابة إلى نداء مجلس التعاون الخليجي والتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. وقد أدانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أعمال العنف المتصاعدة في اليمن، وحثت السبت جميع الأطراف على وقفها وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وطالبت الحكومة اليمنية بأن "تلبي فورا التطلعات الديمقراطية لشعبها". وأضافت "نحث مجددا الرئيس صالح على القيام بانتقال كامل للسلطة من دون تأخير، والتحضير لانتخابات رئاسية تجري قبل نهاية العام تنفيذا لخطة مجلس التعاون الخليجي". وقالت المتحدثة الأميركية "لقد فقد عدد كبير من اليمنيين حياتهم، وكل يوم يمر دون انتقال سلمي ومنظم للسلطة هو يوم آخر يضطر فيه الشعب اليمني إلى العيش في بيئة غير مستقرة تهدد أمنهم ومعيشتهم". من جانبه دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الرئيس اليمني للاستجابة إلى نداء مجلس التعاون الخليجي بالتوقيع على المبادرة الخليجية. جاء ذلك خلال لقاء عقده العربي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث جرى بحث تطورات الموقف في اليمن. وأكد العربي -خلال اللقاء- دعم الجامعة العربية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، كما دعا جميع القوى والأطراف اليمنية إلى وقف جميع أعمال العنف، والدخول في حوار جدي من أجل تنفيذ المبادرة. إجراء انتخابات من ناحية أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية ألمانية أن صالح يعتزم إجراء الانتخابات في بلاده مطلع العام المقبل. وقالت مصادر في الوفد الألماني المشارك في الاجتماع السنوي للبنك الدولي في واشنطن إن الحكومة اليمنية تعتزم إجراء الانتخابات في يناير/كانون الثاني المقبل. وسبق هذا الإعلان اجتماع عقده وزير التنمية الألماني ديرك نيبل مع أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني، حيث دار الحديث حول تصاعد العنف في اليمن بعد العودة المفاجئة للرئيس صالح. ونقل المتحدث باسم وزير التنمية الألماني عن نيبل قوله إن عودة صالح "ليست الإشارة التي كانت الحكومة الألمانية ترجوها". وعلى الرغم من أن عودته أثارت الشائعات بأنه سيعلن استقالته من منصبه، فقد سارع المتحدث الحكومي عبده الجندي إلى نفي ذلك. وقد رفض صالح مرارا المبادرة الخليجية التي تهدف إلى إنهاء الاضطرابات التي تعم اليمن عبر انتقال سلمي للسلطة في البلاد.
المظاهر المسلحة من جهة ثانية، أصدر صالح أوامر بإزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء، بما في ذلك نقاط التفتيش والمتاريس وإجلاء المسلحين، سواء كانوا من الأمن أو القوات المسلحة، وإعادتهم إلى ثكناتهم. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن التوجيه الرئاسي يعد ملزما لكل الأطراف، وأنه سيتم الإعلان عن كل من لم يلتزم بالتنفيذ عبر وسائل الإعلام، وإطلاع الشعب على من لا يلتزم بالقرارات. وفي هذه الأثناء، اعتبر الناطق الرسمي باسم تحالف أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان أن ما يقوم به صالح من إجراءات يهدف إلى التهرب من استحقاقات نقل السلطة. وقال إن نقل السلطة أصبح مطلبا شعبيا ودوليا، وإنه ليس أمام صالح إلا التنحي الفوري بتوقيع المبادرة الخليجية. ودعا المتحدث "الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي عموما لاتخاذ الوسائل والتدابير السياسية والقانونية والدبلوماسية لحماية حق اليمنيين في الحياة". كما دعا المعتصمين المحتشدين في مختلف الساحات والميادين إلى الاستمرار في ما وصفه بخط التصعيد الثوري السلمي.