الإهداء : إلى روح الشهيده عافيه قارش فهد علي البرشاء ساح دمها تمزق جسدها انقطعت أنفاسها "عافية" رحلت هكذا قالت رصاصة الغدر وهكذا شأت المشيئة صرخ طفلاها أماه ... أماه لا تتركينا لا تفارقينا أما .. من لنا بعدك من لنا سواك أي حضن سيأوينا أي قلب سيعطف علينا أي كف ستداوينا من لنا في لهيب الصيف من لنا في صقيع الشتاء من لنا في ظلمة الليل من لنا حين يفارقنا الكل أماه .. في الحنايا تسكنين وفي القلب تتربعين ومن الأحداق تطلين لكنهم أخذوك سلبوا روحك مزقوا جسدك أماه .. رحلت ولكن لم رحلت ؟ ألم يفكر قاتلك فينا ألم يفكر في أبينا ألم يفكر في ظلمة ليلنا ألم يفكر في وجعنا أماه .. في أحشائك قتل أخينا وبرصاصات الغدر حرمنا ابتسامتك ومن ظلم الطغاة فارقنا ضحكتك بالأمس كنا في أحضانك بالأمس كنا نلعب معك بالأمس كنا ننعم بحنانك واليوم أماه فارقناك نيران تستعر أحزاننا تكبر دموعنا تسيح ألمنا يتعاظم شوقنا يمزقنا أيعقل أماه أننا لن نراك ؟ أيعقل قرة عيني أننا لن نحتضنك واحسر تاه يا أماه الكل شيعك ونحن ننظر الكل ودعك ونحن ننظر الكل حملك ونحن ننظر أماه .. هاهو الليل يسدل ستاره ها هو النهار يلف دثاره وهناك يا أماه تتربص بنا الوحدة هناك يا أماه يترقب الألم نحن طفلان يا أماه فهل يدرك الكل هذا نحن صغيران يا أماه فهل يعي الكل هذا أماه يغزوا الوجع دواخلنا يستبد القهر بأحشائنا نلتفت يمنه نلتفت يسرة لا نراك هناك حزن مخيم هناك الم قد حل ولكن أماه مصابنا أعظم فأنت .. أمنا أنت .. سعادتنا أنت .. فرحتنا أنت .. وجودنا ولن يدرك أحد وجعنا أماه أبينا ينتحب يصرخ .. ينوح يعتصره الألم يسحقه الوجع أماه .. نحن وأبينا من افتقدناك نحن من خسرناك نحن من سنضيع بعدك الكل سيرحل الكل سينسى لكننا سنظل نذكرك في أرجاء منزلنا في محطات عمرنا في لحظات وجعنا في لحظات شوقنا
