تظن الولاياتالأمريكية وكثير من دول أوروبا بريطانيافرنسا أن الوقت قد حان لتنفيذ بنود وعد بلفور بالكامل وأن فلسطين باتت بالفعل هي أرض اليهود وحق لليهود أن يعلنوا السيادة على كامل الأرض الفلسطينية وما يجاورها من الأراضي في سوريا والأردن ولبنان التي تضمن لليهود السيادة والسيطرة والهيمنة وممارسة حقهم في إدارة الدولة التي لن تكون كما يظنون إلا دولة اسرائيل زعموا ، اما الفلسطينيين سيعيشون لاجئون داخل أرضهم المغتصبة تحت حماية اسرائيل وليس لهم سوء العيش الدليل كما يراه اليهود وعليهم الصغار والذل والقبول بالخنوع مقابل أن تسمح لهم اسرائيل بممارسة قليل من الحقوق كونهم مواطنين من الدرجة الدنيا مقابل حفنة من الدولارات وبعض فرص العمل الموهومة. والغريب المتعجب منه هو اختيار المنامة مكان لانعقاد ورشة الصفقة الملعونة التي ترعاها الولاياتالمتحدة بموافقة بعض الانظمة العربية المهزومة التي لا تستطيع أن ترفع رأسها أمام صاحبة السيادة امريكا وتقول ..لا .. لأن مثل هذه الانظمة فاقدة الشرعية الشعبية في دولها وانما وجودها وبقاء سيادتها ونفوذها مرهون برضا صاحبة الجلالة امريكا عنها ودعهما ودعم بقائها واستمرارها في الحكم فمثل تلك الانظمة لا تحمل مشاريع قومية وانما هي انظمة تحقق مصالح الطبقات الحاكمة التي تحاول الاستمرار في الحكم وجني ثمار السلطة لمصالح شخصية مستخدمة في ذلك كل وسائل القمع والتنكيل وارهاب السلطة وتجهيز التهم والمحاكمات وسجون لا حصر لها لكتم الاصوات وقتل الطموحات في البناء والتغير. واختيار المنامة مهد لعقد ورشة الذل والمهانة العربية رغم انها ليست من دول المحيط المجاور لفلسطين نعم فلسطين الذي سيلمع يوماّ ما وينطفئ صيت اسرائيل لان فلسطين هي الارض التاريخية منذ غابر الزمان ولم يكن لإسرائيل ذكر كدولة غير أنهم مجموعات كتب عليها التيه والشتات نعم اختيرت المنامة لأنها ولاية سعودية ولم ترد المملكة السعودية أن يسجل ذلك في تاريخها فتحاشت ذلك واختارت امارة الذل التابعة لها لتكون مكان للقاء. ثم انظر إلى الانظمة التي سارعت إلى تدشين الورشة هي تلك المتهالكة وهي انظمة المهانة والذل التي تعيش كثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية وهي انظمة سارعت لجمع حصتها من الصفقة لا نها انظمة ملء الكروش والخزائن الشخصية ومن اعطاهم صكوك وكالة للحديث باسم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي قاطع الورشة لما فيها من تضييع حقوق الفلسطينيين في داخل فلسطين والتي من نتائج الورشة تحويل الاصل إلى تابع والتابع إلى أصل فيصبح الفلسطيني مستوطن والمستوطن الاسرائيلي مواطن ويحرم الفلسطيني في الشتات من العودة إلى أرضه إذ بموجب الصفقة ليس له حق العودة التي هي الان أمل أما بعد اتمام الصفقة فتصبح أرض فلسطين محرمة عليها وهذه قسمة ضيزى. لكن ما يثلج القلوب مواقف الشعوب العربية التي خرجت رافضة لكل بنود صفقة الذل من خلال المظاهرات والعصيان والاضرابات حتى في دول الانظمة الخانعة للمهانة التي يراد بها للعرب والمسلمين. نعم سيسجل التاريخ موقف الشعوب في أنصع صفحات ولن ينسى للأنظمة الذليل مواقفها المخزية التي تسيئ للشعب الفلسطيني والتي تحاول طمس حقوق الفلسطينيين وسلب أرضهم وتضييع قضيتهم ولن تفلح تلك الانظمة في كل مساعيها فإذا يراد التسوية الحقيقية التي تضمن السلام الدائم في المنطقة لابد من التسوية السياسية والاقتصادية معاً ودون ذلك لا سلام. عصام مريسي