كم نحنُ اليومَ بحاجة إلى رجال يمتازون بشرف عظيم ومشروع كبير يمتد لأجيال وأصحاب رؤية وحكمة وبصيرة وأفاق بعيدة ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله ثم الشعب عليه يمضون على خطى مدروسة وسليمة بكل شفافية ومصداقية بنا إلى بر الأمان ، رجال يحملون همَّ الوطن ويحملهم هم المواطن على السعي الدؤوب والعمل الحثيث وتحييد المصالح الشخصية وتغليب المصلحة العامة . لقد كنا ولا نزال أمة عظيمة أنجبت الزعماء والقيادات التي ذاع صيتها في طول البلاد وعرضها ، فلا بد لنا أن ننهض من نومنا العميق ونستعيد أمجادنا الغابرة وننفض غبار السنين العجاف عنا فلا بُدّ أن يأتي عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون وعلينا الإستعداد لذلك ولن يفعل أحد لنا ذلك ما لم نبادر نحن إليه بسواعد شبابنا اليوم فهم الأمل لتمكين شباب الغد من حمل راية البناء والتطوير ، فلا بُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي ولابد للحرب أن تنتهي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر . وإلى صناع القرار وولاة الأمر عليكم بالشرفاء أصحاب الوفاء أهل الصفاء والنقاء وإختيار بطانة الرأي السديد والمنطق الصحيح ، ففي رأيهم فهم عميق ومنطلق سديد ونجاة للبلاد والعباد ... جلس عمر بن عبد العزيز مع الحسن البصريّ، فقال له عمر: بمن أستعين على الحكم يا بصريّ؟، قال: يا أمير المؤمنين، أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، و أما أهل الدين فلا حاجة لهم بك، فتعجب عمر بن عبد العزيز و قال له: فبمن أستعين؟ قال: عليك بأهل الشرف، فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة ... اللهم جنب بلادنا الخيانات والأزمات والمحن ماظهر منها ومابطن ، اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ... اللهم آمين آمين آمين