سيدفع لقاء ريال مدريد ومانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا اليوم الأربعاء على تنمية احترام علاقة جوزيه مورينيو والسير اليكس فيرغسون بعضهما بعضاً. وكان السير اليكس فيرغسون قد هُزم في أول مواجهة مع جوزيه مورينيو في البرتغال في 25 شباط 2004 عندما خسر مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا، وأُتهم زوراً لرفضه مصافحة مورينيو بعد صافرة النهاية، على رغم أن الاسكتلندي كان قد صافح خصمه في تلك الليلة، وحصل هذا قبل لحظة من رفع أصبعه في وجه البرتغالي، ومع ارتعاش جسمه أعرب عن رأيه بأداء بورتو المسرحي.
وبعد مضي تسع سنوات، وقبل أن يلتقي الخصمان في مباراة أخرى في الدور ال16 للبطولة ذاتها يوم الأربعاء، فإنه من المرجح جداً انهما سيتحسيان الشاي معاً، كما فعلا في فندق "لوري" في مانشستر قبل أن يتعادل ريال مدريد مع مانشستر سيتي في تشرين الثاني الماضي، ثم يبدآن في توبيخ واستفزاز بعضهما بعضاً.
ومن غير المرجح أن الصداقة والتنافس والتكتيك ستطغى على ضغينة ذلك التاريخ الأول بينهما في بورتو، عندما أعرب المدير الفني للشياطين الحمر عن سخطه لأن فيتور بايا قد ساعد على حصول روبن كين على بطاقة حمراء عندما تغاضى الحكم عن كيفية إعاقة كابتن مانشستر يونايتد لحارس مرمى بورتو. وخلّد مورينيو اسطورة المصافحة وسخر من المدير الفني الذي يسميه الآن "المعلم"، حيث قال آنذاك: "أفهم لماذا هو عاطفياً بعض الشيء. سيكون حزيناً لأنه سيطر عليه خصمه الذي تم بناءه من 10 في المئة من ميزانية النادي".
وقد مضى وقتاً ليتراجع "السبيشل وان" عن ذلك، خصوصاً عندما ينظر المرء إلى رصد رافائيل بينيتيز (في ليفربول آنذاك) عندما قال: "عندما أصبحت منافساً لفيرغسون فإننا لم نعد أصدقاء". وبعد أسبوعين من ذلك، شاهد العالم كيف جلس مورينيو على أرض أولد ترافورد احتفالاً بهدف كوستينها في الدقيقة التسعين من المباراة الذي ارسل بورتو إلى نهائي البطولة الأوروبية.
ويأمل فيرغسون الآن بكل تشوق لمواجهة صديقه ومنافسه في بيرنابيو عندما قال عنه: "اعتقد بأنه سيتلذذ لمنافستي. إنه تحد كبير. الناديان الأكبر في العالم. إنها مباراة عظيمة ومهمة بالنسبة إلينا. وربما أنه (ريال مدريد) بدأ بداية سيئة في الليغا وأنه يطارد ذيوله الآن، لأن تشكلية برشلونة وأداءه لا يصدقان. أعتقد بأن خوسيه قد وضع نصب عينيه الكأس الأوروبي هذا العام. لا أشك في ذلك. إنها مباراة صعبة بالنسبة إلينا بطريقة ما، ولكن أيضاً بالنسبة إليهم".
وسجل مانشستر يونايتد ضد الأندية بإدارة مورينيو لا يبشر بالخير لفيرغسون، على رغم أن لديه ميزة لعب المباراة الثانية على أرضه، فقد فاز في 3 من 14 مباراة ضد بورتو وتشلسي وإنتر ميلان (بما في ذلك بركلات الجزاء الترجيحية في الدرع الخيرية في 2007)، وخسر 6 مباريات.
وفي فيلم وثائقي عن مورينيو انتج العام الماضي ادعى فيرغسون فيه أن المدرب البالغ الخمسين عاماً ليس "نذلاً مغروراً" الذي تبختر في إستاد ستامفورد بريدج لتشلسي في 2004، قائلاً: "عندما يأتي إلى مكتبي فإنه يتحمل النكات التي تطلق ضده وهذا الذي أحب فيه".
وبطبيعة الحال، لديهما، على حد سواء، هاجس الفوز، وقد يستخدمان أساليب مختلفة، وقد يخاطر مورينيو عندما يستعمل استراتيجيات متعددة ضد فيرغسون، ولكنهما يشتركان بنفس الأهداف، إذ يسعى كل منهما للحصول على لقب البطولة الأوروبية للمرة الثالثة.
وسيصبح مورينيو أول مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا مع ثلاثة أندية مختلفة، إذا رفع ريال مدريد كأس البطولة للمرة العاشرة، في الوقت الذي يتوقع أن يكون هذا الموسم هو الأخير للبرتغالي في مدريد.
بل لقب البطولة هو أيضاً دافع لفيرغسون ليضاهي ثلاثية المدير الفني الأسطورة في ليفربول بوب بيزلي بالفوز بالكأس الأوروبي مع نادٍ واحد.
وقد ينظر مورينيو على أن هذه المباراة هي بمثابة اختبار لتمهيد تعيينه مديراً فنياً في أولد ترافورد بعد تقاعد فيرغسون، إلا إذا قرر الاعتزال أولاً لعدم اشباع رغباته. فنهج البرتغالي وأسلوب لعبه ونزعته لإزعاج أربابعمله غير مناسبة لطبيعة العمل في أولد ترافورد، على رغم أن فيرغسون يعتقد بأن خليفته المحتمل قد تكيّف مع تقاليد ريالد مدريد من المحافظة في تشلسي وانترناشيونالي.
وفي الوقت الذي يستعد كريستيانو رونالدو في مواجهة ناديه السابق للمرة الأولى كلاعب لريال مدريد، عبر الاسكتلندي عن فخره وليس خوفه من اللاعب الذي تحسن أداءه منذ مغادرته أولد ترافورد في 2009، عندما قال: "لقد حطم كل الأرقام القياسية، تفوق على دي ستيفانو وبوشكاش وهوغو وسانشيز التي طبعها الآن في سجلات تاريخ النادي،رونالدو هو المحور لكل شيء يفعله ريال مدريد، كنت أعرف أنه سيتحسن كثيراً لأنه كان مايزال شاباً عندما رحل عنا، من الواضح أنه واحداً من أفضل اللاعبين في العالم، لا أشك في ذلك اطلاقاً".
وأضاف فيرغسون في حديث مطول لهيئة الإذاعة البريطانية، أن ريال مدريد لديه الآن "لاعبين نخبة مثل رونالدو وبنزيمة ودي ماريا. وسبق أن كان لديه فيغو وزيدان وروبرتو كارلوس وراؤول. لكنني لا أعتقد بأن أياً من هؤلاء كانوا جيدين بما فيه الكفاية مثل كريستيانو رونالدو. كان زيدان فعلاً لاعباً رائعاً، وكذلك فيغو، ولكن ليسا مثل رونالدو".