أمس توجهنا لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاة رجل الايثار والتضحية والشهامة والنخوة محسن صالح المرقشي من مواطني قرية الشيخ سالم الواقعة على ساحل البحر العربي وهي قرية صغيرة متواضعة يعيش أصحابها على ممارسة الصيد البحري والرعي وقصة وفاته غرقا تحمل في مضمونها نبل وأصالة ونخوة ماتزال تمثل القيمة المضافة إلى أولئك الناس الذين تشربوها وتوارثوها ومازالوا هزنا نحن المعزون أن المتوفي ترك طفل في مرحلة الرضاعة وطفلة لاتتجاوز الأربع سنوات . دفع الشاب محسن صالح حياته كما دفعها فريد لقور ثمنا لقيمه وشيمه عندما اقتحما موج البحر محاولين إنقاذ الطفل غازي لقور 10 اعوام في مشهد درامي حزين متتابع عندما تقدم الطفل غازي قليلا في مياه البحر معها جاء من يخبر عمه فريد أن الطفل يحتاج لعملية انقاذ معها لم يتردد فريد فاقتحم الموج وهولم يمارس السباحة قط بشجاعة وتضحية دون تردد أمام حالة خطر هذه اندفع ايضا محسن صالح بدافع النخوة وانقاذ حياة شاب وابن أخيه وما أن وصل إلى الغريق فريد حاول دفعه باتجاه البر وقيل إنه نجح الى حد بعيد في المحاولة لكن قدر الله قد كان وموج البحر كانت عاتية بفعل مايسميه الصيادون (حيسة البحر) معها دفع الثلاثة حياتهم غرقا وسط موجة حزن وحسرة وألم انتابت جموع المصطافين على ساحل البحر الذين تابعوا حالة غرق ثلاثتهم بأن أعينهم وسط مشاعر الحزن والأسى تعمقت لدى أسرتي الغرقى وكل الأهل والجيران واختلطت مشاعر الحزن بمشاعر الفخر والاعتزاز والنبل لمن يدفع حياته ثمنا لانقاذ انسان آخر في لحظة خطر محدق . هناك دور يشكر عليه رجال شرطة الكود وشرطة خنفر وكثير من الأخوة والأخوات الذين نقلوا الغرقى إلى المستشفى وعادوا بالأطفال إلى منزلهم الكائن في جعار.