جهالة القرن الواحد والعشرون كما وصفها المفكر البارز البرفسور الفين توفلر: " لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد". من هذا الوصف يمكن استنتاج حالتين لجهالة الشعوب في هذا القرن الجديد :
الأولى للشعوب التي لم تعد جهالة عدم القراءة والكتابة إشكالية بالنسبة لها فقد تعدت تلك المرحلة. لكن ونتيجة لانفتاح العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي سوف يتميز بها هذا القرن، وانتشار كم كبير من المعلومات، تكون الجهالة بالنسبة لهم هي عدم القدرة على تمييز الحقائق من الكذب. هنا تتميز الدول التي قضت على الأمية مابين شعوب مارست الديمقراطية وحرية الفكر، وشعوب فرضت عليها ديكتاتورية الحزب والفكر الواحد، هذة الأخيرة سوف تعاني من جهالة القرن الواحد والعشرين حسب وصف البرفسور توفلر.
والحالة الثانية شعوب لازالت تعيش جهالة القرن العشرين الأمية، ليأتي عليها القرن الواحد والعشرون بجهالة جديدة والتي ذكرها المفكر الفين توفلر من عدم القدرة في تمييز المعلومات التي تنتشر في وسائل التواصل الإجتماعي، أي أن هذه الشعوب سوف تعاني من جهالة "مركبة".
هذا الوصف السابق المنطقي والواقعي بغض النظر عن قائله، عندما نضيف اليه ما ذكره العديد من المفكر ين: أن "ثقافة" المجتمع وليست "السياسية" من يحدد نجاح أو فشل المجتمعات، والثقافة قابلة للتغير. مع ذلك السياسة "يمكنها" تغيير ثقافة المجتمع أو بالأصح التحكم به وتوجيهه فكريا وثقافيا.
لنا أن نتصور حال الشعوب، كالشعوب العربية، التي يسيطر عليها جهالة مركبة، أمية وثقافة سياسية طحلة. سوف تكون ضحية لجهالتها، وسيطرة أنظمتها وتوجيه ثقافتها السياسية بما عرف باذرعها الإعلامية وجيشها" الذباب" الإلكتروني، ومن ثم تغلب أمم أخرى عليها بتفوقها العلمي والثقافي.
كيف يمكن لتلك الشعوب التغلب على إشكالية جهالة القرن الواحد والعشرون؟