إن لم يختصر الجنوبيين مسافة مشوارهم السياسي قبل وصولهم إلى المنحدر الوعر فسيعودوا لما كانوا عليه في السابق! خطوات بطيئة متمثلة بثورات سلمية ورفع شعارات كالسابق. الجنوبيين دخلوا المعترك الميداني وأحرزوا النصر والنصر الكبير، لكنهم فشلوا في المعترك السياسي والإعلامي، على حساب جهودهم وأدوارهم الفعالة تبرز ملامح إنتصار شمالي سياسي، اقبل طارق عفاش بعد بروفا سينمائية هارباً ببضعة أفراد بعد مقتل عمه عفاش ، هكذا أراد المخرج... أن لايتم اعتقاله من قبل الحوثيين ليطول عمر المشهد الدرامي حتى استنفاد طاقم الفلم دون أبطاله. إن لم يسيطر الجنوبيين على مرافق ومؤسسات الدولة سيطرة كاملة لن يسمع له صياح ولن ينفعه من بعد، التأسف والنياح. قوى شمالية جاهزة بكامل عدتها وعتادها ، متجهزة للحرب ضد من تسول له نفسه أن يمس وحدة اليمن الإتحادي ، لإن معركتهم الأكبر هي ضد دعاة الإنفصال خوفاً منهم على أن تذهب أقاليم الثروة الجنوبية خارج سيطرتهم ......لكن لازال غرور الجنوبيين يأخذهم نحو هاوية المصير. عِراك الحوثيين مع حزب الإصلاح عراك سياسي الهدف منه التربع على كرسي الحكم ونفوذ السلطة والهدف السامي لهاذان المُعتَرِكان حماية الوحدة وهم على أتم استعداد لنبذ الخلاف ولم الشمل لحماية اليمن الإتحادي وحرمان استحقاقية الجنوبيين من حقهم الشرعي. الحوثيين اثبتوا أنفسهم على الأرض وسيطروا على مرافق الدولة و مدوا نفوذهم بعلاقات خارجية كحلفية كدولة معترف بها لا مليشيا عسكرية بالأجر اليومي وهكذا كان لهم وبهم اعتراف دولي.
الجنوبيين يأخذهم الغرور بقوتهم العسكرية الواهنة التي لن تصل إلى مشارف حضرموت إلا وقد ابتلعتها الرمال وأخفتها الأغبرة. قوى شمالية إخوانية وحوثية تتجهز يوما بعد يوم والقيادة الجنوبية في عمق الغفلة والغباء تنتظر النصفة ممن لا يملك قرار نفسه القيادة الجنوبية كل ماتستطيع فعله خوض أشد المعارك وتقديم جسام التضحيات لإرضاء التحالف فقط. كل التضحيات والأدوار الملعوبة من قبل الجنوبيين في ميادين الحرب ، تصب لصالح حزب الإخوان الذي يسعى أساساً لإطالة أمد الحرب لإستنفاد القوى البشرية من طرفي الصراع، الجنوبيين والحوثيين ، ويقف موقف المعلق والمشجع بآن واحد. يتخذ الجنوبيين من ولائهم للتحالف نكاية بزعطان أو علان ليس إلا؛ وهم على دراية بدعم التحالف للقوى الشمالية بما فيه دعم المملكة لطارق عفاش ودعم السعودية للإخوان.