لقاء الغفلة لكنه ضروري وعلينا أن ننتظر نتائجه المرجوة التي يجب أن لا تغفل تطلعات الشعب الجنوبي فتتجاوز حدود صبرهم وتقفز فوق حاجز المقبول بشيء من اللا معقول. فمكان انعقاد اللقاء يذكرنا بأيام عصيبة مرت على الجنوب خاصة لنطير إلى عمان وبرعاية جلالة الملك الحسين بن طلال وقع الرئيسان علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح على وثيقة العهد والاتفاق, تلك الاتفاقية كادت تجلب السعادة للشعبين في الجنوب والشمال لولا غدر وخيانة نظام علي عبدالله صالح ثم انقلابه على تلك الوثيقة ومضامينها الهادفة لإحلال السلام في اليمن للدخول إلى مرحلة جديدة في تاريخ معاصر. ورغم أن اللقاء لم تحدد مدته إلا أنه لقاء هام يديره أربعة رؤساء مخضرمين ثلاثة منهم منذ الكفاح المسلح والرابع لفترة وجيزة ما بعد إسقاط نظام المخلوع, ومن أجل ذلك يجب أن لا يفشل بل وأن مخرجاته ستظهر في حيز التنفيذ على وجه السرعة. مناقشات لقاء عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ربما تتطرق لوثيقة العهد والاتفاق طالما المشاركون أغلبهم إن لم يكونوا جميعهم من أصحاب الفيدرالية والأقلمة فيخصصوا جانبا واسعا لطرح إمكانية إحياء وثيقة العهد والاتفاق كونها الوحيدة التي بواسطتها فقط ولا غير يمكن فتح ملف الجنوب. وعلى ضوئها يستطيع أن يحدد المجتمع الدولي مسار أي مفاوضات يشارك فيها طرف جنوبي, ثم يفرض على بقية الأطراف العودة لتطبيق بنود تلك مرغمين. ومن لمعلوم مسبقا أن الأطراف الشمالية غير راغبة في مناقشة تلك الوثيقة لأنها ستكون مدخل لعودة الأوضاع إلى ما قبل 1994م وهم قد رفضوها وزبطوا محتوياتها لأنهم كانوا حينها أقوياء رغم وجود قوات مسلحة جنوبية لم تندمج في قوات الشمال المسلحة, فهل الجنوب يملك قوات مسلحة اليوم حتى يبادرون بإحياء وثيقة العهد والاتفاق لحل الأزمة اليمنية المستعصية؟! المهم أن الجنوب اليوم يملك قوة ضاربة من الجيش والأمن ممثلا بقوات المقاومة والألوية الجنوبي والدلائل تشير إلى أنهم هم الأقوى. فهل يلجئون إلى تطبيق وثيقة بالية عفا عنها الزمان من القرن الماضي ودخلنا ألفية ثالثة جديدة. تلك الفترة كانت هناك عملتان الدينار الجنوبي والريال الشمالي فتآمروا على الدينار الذي ظل محتفظا بقوته بينما توالت الانهيارات على الريال حتى أصبح على ما هو عليه باليا يرثي له العدو. فلماذا يتم عقد مثل هذا اللقاء إذا كانت الأطراف الشمالية لن تقبل بتقديم أية تنازلات لكل ما يتعلق بالجنوب؟! وهم سيظلون يراوغون سواء كانوا في الحكومة الشرعية أو في حكومة صنعاء الحوثية أو حتى من هم خارج السلطة والحكم؟! هل هي مضيعة للوقت أم هناك وعود دولية؟! وماذا تحقق من الوعود الدولية لصالح الجنوبيين منذ 1994م والقرارين 921 و931. والأهم لما لم يبعثوا بدعوات للقوى والمكونات الجنوبية وفي المقدمة المجلس الانتقالي الجنوبي والذي عليه أن لا يتأخر كثيرا في إيجاد حل عملي يخرج الجنوب من جموده؟! وإلا ما هو الفرق في المدة التي يستغرقها والمدة التي يدعوا الملتقون أن يستغرقها فك الارتباط! أم أن الملتقون قدموا دعوات للمجلس الانتقالي والمكونات الجنوبية الأخرى والقوى السياسية الجنوبية ولكنهم لم يلبوها رافضين المشاركة في لقاء عمّان! لابد من التوضيح وما هي إلا ساعات والجنوبيون يترقبون النتائج يجب الإعلان عنها سلبا أو إيجابا.