قالت الامين العام المساعد للامم المتحدة ومنسقة الاغاثة الانسانية فاليري اموس يوم الثلاثاء إن منطقة شمال سوريا التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة ما زالت إلى حد بعيد خارج نطاق عمليات الاغاثة برغم تكثيف هذه العمليات في مناطق اخرى من البلاد. وقالت اموس في افادة صحفية "نحن نشاهد مأساة إنسانية تتكشف أمام أعيننا. علينا ان نبذل قصارى جهدنا كي نؤكد للناس اننا نهتم بهم ولن نخذلهم." واضافت أن ممثلين للمعارضة السورية ابلغوا الاممالمتحدة هذا الاسبوع بأن زهاء ثلاثة ملايين شخص يعيشون في شتى انحاء المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة يحتاجون إلى مساعدة دولية. وتابعت ان الحكومة السورية ما زالت ترفض السماح لقوافل الاممالمتحدة بعبور الحدود من تركيا إلى شمال سوريا حيث يسيطر الجيش السوري الحر على اغلب المعابر الحدودية. ومضت قائلة ان اربعة ملايين سوري اعتبروا بحاجة الى المساعدة في اواخر العام الماضي لكن الوضع تدهور منذ ذلك الحين بسبب القصف والتضخم ونقص الغذاء والدواء. وتقول الاممالمتحدة إن نحو 70 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة المستمرة منذ ما يقرب من عامين ضد الرئيس بشار الاسد والتي أجبرت زهاء 860 الف شخص على اللجوء خارج البلاد. وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن مرض التيفوئيد انتشر في محافظة دير الزور التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بسبب شرب مياه ملوثة من نهر الفرات. وقالت اموس إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تمكنت في الاسابيع الاخيرة من توصيل مساعدات الى منطقة أعزاز التي يسيطر عليها المقاتلون للمرة الأولى وتمكنت منظمة الصحة العالمية من توصيل أمصال الى كثير من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. واضافت "القيام بعمليات عبر خطوط الجبهات أمر صعب لكنه ممكن. "نحن نعبر خطوط الصراع ونتفاوض مع الجماعات المسلحة في الميدان للوصول الى مزيد من المحتاجين. لكننا لا نصل الى نسبة كافية ممن يحتاجون الى مساعدتنا. ضعف امكانية الوصول الى مناطق الشمال مشكلة لا يمكن حلها الا باستخدام وسائل بديلة لتوصيل المساعدات." وأجرت اموس محادثات مع سهير الاتاسي نائب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض يوم الاثنين. وقالت إن معاون وزير الخارجية السوري حسام الدين آلا حضر اجتماعا مغلقا لمنتدى جنيف يوم الثلاثاء لكنه عارض مشاركة المعارضة المسلحة. ومضت اموس قائلة ان الحكومة السورية وافقت لثلاث منظمات اغاثة دولية اخرى - هي ميرسي كوربس و(إن.آر.سي.) ومرلين - على نشر موظفي اغاثة ووصل بذلك عدد مثل هذه المنظمات الى 11 لكنه لا يزال غير كاف. واضافت "فيما يخص الحدود التركية تحدثت مع الحكومة (السورية) عددا من المرات بشأن السماح لنا بجلب امدادات عبر الحدود. وكانت اخر مناقشة لي معهم امس وما زالت الاجابة لا." وقالت انه لا بد للامم المتحدة ان تلتزم بقرارات الجمعية العامة التي تتطلب موافقة الحكومة للسماح باستيراد سلع الاغاثة الى البلاد ما لم يجز قرار لمجلس الامن غير ذلك. واردفت ان المنظمة الدولية تستورد الوقود الضروري لحركة قوافلها وعملياتها عن طريق لبنان وبموافقة سوريا. وقال جون جينج مدير عمليات مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان معظم السلع تستورد عن طريق لبنان والاردن بموافقة سوريا. واضاف في مقابلة مع رويترز يوم الثلاثاء "انهم يعارضون القيام بعمليات عبر حدود لا يسيطرون عليها." وتابع "وسبب أهميتها وضرورتها (هذه العمليات) لنا هو أن وصولنا الى هذه المناطق (الواقعة على حدود تركيا) من داخل البلاد عبر خطوط الصراع أمر بالغ الصعوبة والخطورة وفرصه محدودة للغاية. ونتيجة لذلك لا نتمكن من توصيل امدادات انسانية كافية او حتى شبه كافية الى تلك المناطق." وقال كلاوس سورنسن المدير العام لمكتب الاتحاد الاوروبي للمعونة الانسانية الذي حضر اجتماع منتدى جنيف ان توصيل المعونة عن طريق تركيا افضل كثيرا واكثر أمانا. واضاف "هذا بالتحديد هو ما دار حوله النقاش اليوم." ودعت الولاياتالمتحدة التي اعلنت تقديم معونة اضافية قيمتها 19 مليون دولار الى "التسليم المباشر عبر الحدود".