ان العملية الإجرامية التي قامت بها مليشيات الحوثي صباح أمس بالعاصمة المؤقتة عدن ، واعلنت عن تنفيذها باستهداف معسكر الجلاء في حفل تخريج دفعة جديدة تزامنا مع عمل إرهابي بتفجير مقر الشرطة بمديرية الشيخ عثمان ، ما هو الا دليل على ان هذه الجماعة وجدت من أجل سفك الدماء ليس الا ، وليس لديها مشروع غير هذا المشروع الدموي للقتل والتباهي بما تقوم بة. فقد كانت العملية السابقة اثناء تدشين تخرج دفعة في معسكر العند وراح ضحيتها خيرة القادة العسكريين والأمنيين ، الذين كان لهم مكانة كبيرة في دحر فلول مليشيات الحوثي وعلمتهم دروساً قاسية بكل المواجهات .. ولكن مع التقاعس الكبير الذي حصل من قبل قوات الشرعية في كل الجبهات وإعطاء مساحة كبيرة لمليشيا الحوثي والسيطرة على أهم الموانئ في ترتيب أوراقها واستقدام خبراء من ايران وحزب الله وتطوير صناعة طائرات وصواريخ مسيرة وخطيرة خلال هذه السنوات ، ودون تقدم يذكر لقوات الشرعية رغم الدعم الكبير المقدم لهم من دول التحالف العربي ،، وما يثير الاشمئزاز حقاً ان اخر تقرير لمندوب الأممالمتحدة المقيم في اليمن يدين قوات التحالف العربي باستهداف احد أسواق صعدة ومطالب المجتمع الدولي بالتحرك ولا يوجد تقرير واحد يدين استهداف الحوثيين لآلاف المدنيين والعسكرين .. وكيف يتم تدريب وعمل عروض عسكرية بتواجد رموز وقادات المليشيات دون ان تستهدفهم قوات الشرعية أو إعطاء معلومات واحداثيات لطيران التحالف للقيام بمهامة وتجفيف منابع المليشيات ،، بينما بعدن ما تمر فترات قصيرة الا ونفجع باغتيال أو تفجير أو قتل من هم صفوة المجتمع وقادات يحملون هم الوطن ..
هناك حلقة مفقودة يجب العثور عليها وإصلاح الخلل الموجود في النظام الأمني والدفاعي والاستخباراتي ، مصحوباً بالتوجه الإعلامي الجاد الذي ليس همة التطبيل ، ولكن واجبة اضهار مكامن الخطاء والاعوجاج ، وعلى القيادات الأخذ بهذا الإعلام الناصح والناقد بعين الاعتبار ، لان النقد في مكامن القصور يجب ان يؤخذ على محمل الجد .. غير الإعلام الذي يتبع سياسة ومنهجية موجه للتلميع والتطبيل وتسهيل الأمور وغض الطرف عن الكثير من المشكلات .. وبالأخير يجني عواقبها خيرة رجالاتنا الأشاوس.
رحل أبو اليمامة الرجل الذي عرف عنه انه من أشجع الضباط والمقاتلين ، وكان همه الأول والأخير هو الوطن وليس غيره شئ ، عكس بعض القيادات التي لها أهداف ومآرب أخرى .. فكان أبو اليمامة في كل جبهه تدق ناقوس الخطر نحو الجنوب وتجده في مقدمة الصفوف ليكون حامي حمى الديار ،، رحل أبو اليمامة وترك الدموع في المآقي لا تجف ، رحل وهو يرسم ابتسامة عريضة لتخرج دفعات من شباب الجنوب ليرفد بهم جبهات العزة والشرف والتضحيات ليكونو مدافعين عن كرامة الأرض والإنسان.
فلهذا يجب التحرك السريع وظرب المليشيات الإيرانية في عقر دارهم بالتنسيق مع التحالف وإطلاق العنان للمقاومة للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة ، وكسر شوكة الحوثي دون اعتبار لكل المنظمات التي وقفت مع الحوثيين مسبقاً عند تحرير الحديدة .. فهنا ستكون لهم الضربة القاصمة للظهر والتحرك بكل الجبهات التي تخاذل قادتها وجنودها لسنوات ، يجب عليهم التحرك وعلى الشرعية ان تدرك هذه الرسالة لعمليات المليشيات الإجرامية يؤكد ان عدن ليست أمنه ، ولن تستطيع العودة على شبر من الأراضي المحرره لانها ستكون على مرمى من صواريخهم وطائراتهم الإيرانية ..
وماذا بعد أبو اليمامة ؟ إذا لم تتعلمون الدرس جيداً ستكون هناك رسائل مؤلمة وأكثر فضاعة مما يحدث في تعزوعدن والكثير من المناطق.