ان مشروع التدخل العسكري في اليمن الذي اقترحه و تبنته السعودية والامارات وقبلته الاطراف اليمنية كما هو معلن لم يستثني حتى جزئية المعاداة والكره بالوكالة لاعداء االتحالف ، وهو مايعني اغلاق الباب امام كل البدائل المحتملة ومن ثم القبول بالوضع كيفما كان حتى في اسوا الاحوال كالذي يحدث اليوم ، الذي يحدث اليوم ان الخاسر الوحيد هو الشعب اليمني ، والذي يحدث هو اننا امام اكتمال مشروع عنوانه لا اعمار لا انفصال ولا وحدة بل بلد ممزق . لقد اصبح في حكم المؤكد انه سينفض الجمع عن اليمن واحد تلو الاخر كما حدث للصومال قبل الحديث مجددا عن تلك الوعود التي قيلت انذاك مرارا وتكرارا تحت عناوين رئيسية كاعادة الوطن و الامل و تحقيق الرفاه ولن يبق الا رابط ادارة القواعد العسكرية ، وهو انقلاب في المواقف تجاه الادوات الداخلية ربما كان مفاجئ لكن الاكيد انه جاء بعكس ما كانت تعتقد الاطراف اليمنية عندما تقبلت فكرة ماسمي بمشروع الحرب العادلة بتاثير طعم الدعم والوحدة والانفصال. في الوقت الراهن تتجه مؤشرات تحديد مناطق الخطر والاولويات لدى التحالف الاماراتي السعودي الى قضايا اخرى اكثر اهمية ، ويظهر جليا ان لكل طرف من حلفاء الحرب ما استجد من المصائب التي تستدعي مزيدا من الاهتمام والتركيز والانفاق الهائل المفقر ايضا ، ظروف قد تنسيهم ماهو اقل منها شانا وهو ايجاد حلا لاكوام حطام حربهم في اليمن . كان الطرف السعودي الاماراتي يعلم ان الحرب ستكون مدمرة للبنى التحية و مؤسسات الدولة و النسيج الاجتماعي وسيكون هناك الكثير من الضحايا كقتلى ، وكثير من الضحايا موتى بسبب الامراض او الجوع ، ويعلم هؤلا ان اليمنيين يعلمون انه سيحدث ذلك ، فكان اعلان الوعد بالاعمار والانفصال والوحدة بالنسبة اليهم كافي ليتقبل اكثر اليمنيين فكرة ماسمي بالحرب العادلة مهما كان عدد الضحايا وفكرة المعاداة بالوكالة مهما كانت النتائج . ان الوعود بالاعمار واعادة الامل والوطن التي تضمنتها هوامش وثيقة مشروع التدخل العسكري السعودي الاماراتي في اليمن ، التي كان يروج لها اكثر مما كان يروج للحرب منذ اللحظات الاولي لاشتعالها ، قد تبخرت ويستحيل استعادتها والحقيقة الباقية الان انه لم يبق الا شبه دولة مثقلة بكثير من المشاكل وتعاني الكثير من الاوجاع ، وحتى في حال الحديث عن اعادة الاعمار لما دمرته الحرب فانه لا يشكل الا جزء صغير جدا من مجموع الاضرار التي لحقت بالشعب اليمني اهمها ثنائية لا وحدة لا انفصال. ان اعادة مراجعة الكثير من الحسابات ربما يكون خطوة على الطريق الصحيح تؤدي الى خلاصة مفادها ان التطرف والمغلاة في معاداة خصوم السعودية والامارات والتطرف والمغالاة في التمسك بالمشاريع كان طريق خاطي لايخدم اليمن وينبغي التراجع عنه وان تصحيح الكثير من المفاهيم تجاه دول المنطقة العربية والاسلامية وعدم القبول باي املاءات في هذا الاتجاه سينعكس بالايجاب على مستقبل اليمن . ان اظهار القليل من النوايا الحسنة ابتداء بالتخلي عن خطاب الكراهية و المعاداة بالوكالة سيعمل على مد جسور التواصل والتفاهم ومن ثم افساح المجال لكسب تعاطف وود دول وشعوب مؤثرة و ذات اهمية ومصداقية تجاه استقرار وامن واعادة اعمار اليمن كدولة الكويت و تركيا وقطر وعمان