بعد معركة خاطفة وسريعة لم تستمر سوى بضعة أيام بين قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي وقوات الحكومة الشرعية في مدينة عدن والتي أنتهت فعلياً بسقوط أخر معقل من معاقل الحكومة الشرعية في اليمن وهو قصر المعاشيق الذي كان بمثابة الرمزية الوحيدة والمتبقية للحكومة الشرعية في اليمن!! كان سقوط القوات الشرعية في عدن متوقعاً وذلك نظراً للفارق الكبير في القوة والعتاد بين قوات الإنتقالي والشرعية والتي جميعها تصب في صالح قوات الإنتقالي، نحمد الله تبارك وتعالى إن المعركة حُسمت بسرعة فائقة حيث ساعد ذلك على حقن إراقة الدماء في الجنوب وخفف كثيراً من معانأة المواطن في عدن وقلل من نسبة الخسائر البشرية والمادية الذي كانت ستحدث لو طال أمد المعركة لا سمح الله!! لقد كانت النهاية الدراماتيكية لتواجد الحكومة الشرعية في عدن واردة وذلك لأسباب كثيرة وعديدة منها وضعها الهش وفشلها الذريع في إدارة الأوضاع المتفاقمة والمُزرية في عموم المحافظات المحررة التي لم تشهد أي تحسّن ملحوظ منذ إندلاع الحرب في اليمن وحتى الآن علاوة عن الفساد المستشري الذي نخر جميع مفاصلها الركيكة أصلاً حيث أقتصر عمل الوزراء في الحكومة الشرعية بالبحث عن مصالحهم الشخصية وزيادة أرصدتهم من مختلف العملات الأجنبية في البنوك الخارجية، لقد مارست الحكومة الشرعية خلال الفترة الماضية الفساد في أبشع وأقبح صورة، فبينما كان المواطن يئن ويكابد بصبر من تدهور حالته المعيشية داخل الوطن كانت الحكومة الشرعية تعيش في بحبوحة وترف فاحش متنقلة بين أضخم فنادق الخمسة نجوم في خارج البلد طبعاً!! لا يخفى على أحد ما كان يمارسه قادة الألوية العسكرية التي تتبع الحكومة الشرعية من ظلم وتعسف من خلال الخصم الجائر الذي كان يطال مرتبات الجنود الغلابى شهرياً وبدون وجه حق!! ربما تكون القوات الموالية للشرعية لديها العذر في عدم الصمود لأطول فترة ممكنة نظراً لغياب الدافع القوي لثباتها فعلى ماذا ستضحي، إذا كان رموز الشرعية غائبة وبعيدة كل البعُدعن الحدث وليس لها تواجد فعلي على أرض الواقع، أي صمود سيكون ولا يوجد خلفها رئيس للبلاد يؤازرها حتى معنوياً ونائب للرئيس متواجد في محافظة أخرى..عن أي شرعية سيذودون عنها ورئيس الحكومة عاش في الخارج أكثر مما عاش داخل البلد،إذن فما الجدوى من إطالة المعركة وسقوط المزيد من القتلى!! هنالك علامة إستفهام كبيرة على الموقف السعودي من الأحداث الأخيرة في عدن من خلال غض الطرف والسماح بسقوط اخر ورقة توت (قصر المعاشيق) الذي كان يعطي للسعودية الشرعية الكاملة لتواجدها في اليمن ؟؟! لقد تفاجئت وغيري الكثيرون من البيان القوي الصادر من التحالف العربي بإيقاف الحرب فوراً وإنسحاب قوات المجلس الإنتقالي من جميع الأماكن التي سيطروا عليها والطلب من الأطراف المتنازعة في عدن الحضور إلى الرياض بصورة عاجلة للحوار والوقوف على اخر التطورات والمستجدات الأخيرة، أستحلفكم بالله أين كان التحالف العربي وماذا يفعل والمعركة مشتعلة خلال الأيام المنصرمة؟؟! لا أعتقد بإن إنقطاع التيار الكهربائي في كلاً من السعودية والإمارات خلال تلك الأحداث بسبب نفاذ مادة الديزل عن محطاتهم الكهربائية كان السبب في عدم معرفتهم عما يحدث في عدن !! بصراحة لا أجد مُبرر لهذا التصرف الغريب والعجيب وخصوصاً بعد أن حُسم الأمر في عدن!! ماذا يُريد التحالف العربي من ذلك البيان المتأخر وماهو السيناريو القادم في الجنوب ياترى؟!.. العِلم عند الله وحده ثم ما يجول في ضمائر قادة التحالف العربي؟! حقيقة لم أستطيع تفسيير كل ما يحدث أمامي ففي الوقت الذي يخسر التحالف مبالغ ضخمة في تسليح قوات الشرعية وقوات الإنتقالي ثم بعد ذلك يتركهم يتناحرون بتلك الأسلحة ولمدة أربعة أيام متتالية دون أن يرمش للتحالف جفن!! عليكم ربط الأحداث وأترك لكم بعد ذلك حرية الرأي،طبعاً كان إشتراك التحالف العربي في حرب اليمن من أجل إستعادة الشرعية المغدورة وعودتها لعاصمة اليمنصنعاء ، بينما نفس هذا التحالف هو من أطلق رصاصة الرحمة على الشرعية في عاصمة اليمن المؤقتة عدن!! أخيراً..... شيء واحد أنا متأكد وعلى يقين منه وهو أن التحالف العربي لا يريد الخير والإستقرار لليمن وشعبه أكان في الجنوب أو بالشمال!!
