أرى أنه يجوز لي مقارنة سعيد سعد خنبري أبوصلاح ،صاحب الباع الطويل في المجال الإعلامي والإذاعي ، بالعظماء الذين يكابدون ويصابرون ولا تسقطهم الضربات ، لأنه على مدى سنوات طويلة أمتع مستمعي إذاعة المكلا بصوته , دخل قلوب الجميع إلا المسؤولين لأنهم لم يعرفوا قيمته , فهو قامة صحفية وإعلامية وخبرات متراكمة من الإبداع امتدت لأكثر من خمس وثلاثين عاما في إذاعة المكلا مذيعا ومقدما ومعدا , يعيش بيننا وهو منذ سنوات يكابد آلامه التي منعته من مواصلة إبداعه , قبل هذا وذاك فهو إنسان عزيز نفس , لا يحب أن يستجدي أحدا لأنه يفضل أن يبقى واقفا كالأشجار , ونحن بدورنا لم نفهم ما علينا فعله تجاهه . قبل ست سنوات داهمه المرض وظل طريح الفرش ,كتب عنه الزملاء ماكتبوا , لكن الدماء لم تتحرك في عروق المسؤولين , سوى توجيه يتيم من وزير الإدارة المحلية آنذاك لم يسمنه أو يغنه من جوع لمواجهة مرضه , ولم نرى نخوة رجال المال والأعمال الحضارم ، ولم يتكلف مسئول رفيع المستوى بالمحافظة بزيارته والتخفيف من آلامه , لأنهم لا يعرفون من هو سعيد سعد .. وعاد سعيد سعد مرة أخرى لعشقه الأول إذاعة المكلا ، متحاملا على آلامه ، لأنه على إرتباط مباشر بمستمعيه ، قبل أن يعاوده المرض مجددا . في مثل هذا الأيام السعيدة من الأعياد ، كان أبا صلاح يرابط في إذاعة المكلا ، مقدما وبتفاعل كبير البرنامج العيدي المباشر ، لنقل أفراح العيد من مختلف مناطق حضرموت .. وفي هذه الأيام السعيدة أيضاً غاب صوته ، غاب سعيد سعد لأسباب صحية ، دون أن يجد أن أي التفاتة من المسؤولين ، والتوجيه بسرعة علاجه في الخارج ، في ظل مناشدات نقابة الصحفيين فرع حضرموت ، لأنهم أستشعروا الخطر الذي يواجه زميلهم . لسيادة محافظ حضرموت ووزير الاعلام نطالبكم بالنظر إلى حال القامة الإعلامية سعيد سعد ، تقديرا لإعطاء كل ذي حق حقه ، لأننا نرى آخرين يأخذون أكثر مما يستحقون ، لأن سعيد سعد فضّل الصمت في زمن كثر فيه المنافقون ، ولو نظرنا للموضوع من باب الجانب الإنساني ، فعلاجه أصبح واجبا على الجميع تخفيفاً لآهات وأنّات مبدع بحجم الوطن ، سيتسابق - لاسمح الله - صغار المسؤلين فيما بعد لحبك عبارات الرثاء وبيانات النعي ، إن أصابه مكروه ، ليظهروا لنا كم أسفين وهم الباكي الشاكي ، مع أننا نسأل الله أن يطيل في عمره ويمتعه بالصحة والعافية ، لنسمع صوته من جديد يطنب في آذاننا .