مخطئا من يظن أن معركة المجلس الإنتقالي في أرضه وخلف أسواره هي صنيعة اللحظة أو وليدة اليوم ، فقوى الظلام التي إجتمعت لقتاليه عمرها أكثر من مئة عام وهي حبلى بالمفاجئات متقلبة ومتلونة متاقلمة في كل زمان ومكان ، وهي خطر ليس على دولة الجنوب فقط بل على المنطقة ودول الجوار والعالم بأسره لأن فكرها المتطرف عابر للحدود والقارات . يقف المجلس الإنتقالي اليوم وحيدا في أرض المعركة وفي ساحة الميدان أمام قوى الظلام التي أحتشدت من كل حدب وصوب كما تجتمع الأكلة على قصعتها ، كما لم تظهر في معركة من قبل ، قوى تفرقها المذهبية والطائفية والعنصرية والجماعات الإرهابية التكفيرية والمحسوبية بينما تلتف صفا واحدا عند حدود الجنوب وأمام براميله براميل الشريجة ، وكأن المجلس الإنتقالي هو الذي طردهم من صنعاء و عبث بغرف نومهم وممتلكاتهم وصادر أرصدتهم وشركاتهم وعطل مصالحهم ونفاهم إلى المنفى في الخارج شر نفية ! المجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم يقود معركة كسر الشوكة ، معركة إثبات الذات والدافع عن النفس والأرض والعرض والمال ، يخوض معركة بالوكالة عن الأمة العربية والإسلامية ، معركة أمام الشيطان الأكبر في آخر معاقل الماسونية الفاشية - في شبه الجزيرة العربية - التي يراد بها أن تسلط على الجنوب وأهله وأن يبقى تابعا ذليلا رهين أحزاب الطيش والفساد التي نراها اليوم بكل عتادها وعدتها وترسانتها تشن حربا ضروسا لا هوادة فيها ولم تطلق منذُ أربع سنوات طلقة واحدة على الحوثي الذي إستباح أرضهم ومنازلهم ولم تسلم منه حتى غرف نومهم بل فجرها مساويا لها بالإرض ولم يترك لهم أثرا ولا معلم . بينما يغرد التحالف العربي وحيدا في الشمال ويذود أبناء دولة الجنوب عن حدوده في أطراف الشمال ، يطعن حزب الإصلاح - ذراع الإخوان المسلمين في اليمن - التحالف في خاصرته في المناطق التي حررها وأمنها في الجنوب العربي ، في مشهد قد توضح جليا للمشاهد العربي أن عدو التحالف في الشمال هو الحوثي وعدوه في الجنوب هو حزب الإصلاح . هذه الإحزاب الرجعية التخلفية أساءت إلى العروبة وشوهت الدين الإسلامي و التي تلتقي عقيدتها المذهبية في تحريض الشعوب على حكوماتها وتشجيع الإنقلابات واستباحة الدماء التي حرمها الله بسبب مطامعهم ولهثهم خلف الكراسي وسلطات الحكم ، ثم تصدير ثوراتهم وأفكارهم إلى شعوب المنطقة ، وهم في سبيل ذلك يرخصون كل غالي ويشترون كل قلم ومنبر ويحللون كل محرم ويكسرون كل قاعدة ومستعدون حتى للذهاب بعيدا للتحالف مع الشيطان الأكبر في سبيل تحقيق أهدافهم المريضة وغايتهم المشبوهة ! لكن هيهات فكتب التاريخ ملئية بمشاهد التصدي للظلم وتسخير جند من الله لإيقاف زحفه عند حده "والله لا يحب الفساد" ، والله يمليء للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ، وما هذه الشدة إلا نزعات الرمق الآخر للديك المذبوح ، فالذين وصلوا إلى قناعة تامة بعدم عودتهم إلى صنعاء في ظل أي حل وتحت إية مظلة أو يافطة ، قد دق ناقوس الخطر لديهم اليوم بإمكانية نفيهم من الجنوب إيضا وهو مايلوح في الآفق وإن غدا لناظريه لقريب .