كل ما يجري على ساحة الوطن من تصعيد الخلافات وايصالها نحو منحدر خطير يودي بالوطن إلى حافة الانهيار ويدخله في صراعات دائمة خاصة بعد أن أصبح السلاح وبكل أنواعه سلعة رخيصة يمتلكها الكثير على اختلاف المشارب والمأرب يتصرف فيه صاحب الحكمة والعقل وصاحب الطيش والسفه . إنَّ ما يجري على تراب الوطن الجنوبي من تمزيق اللحمة وأحياء النعرات القبلية والمناطقية وهذا التهييج القبلي والتوجيه المناطقي تتبناه اليوم جهات رسمية في الداخل اليمني الجنوبي وجهات اقليمية ودولية تحاول توجيه الخلاف واسقاط مطالب الجنوبين في التحرر والانعتاق وتحقيق الحلم في إعادة الدولة الجنوبية التي سقطت بعد الوحدة تحت وطأة الاحتلال الشمالي غير المعلن. ومن الملاحظ في وسائل إعلام عربية ودولية ملامح الحث على توجيه الصراع بين الحكومة الشرعية التي فقدت شرعيتها عندما سلمت زمام الأمور بالكامل لدول الاقليم وأدخلت نفسها في عزلة سواء كانت اختيارية أو اجبارية أفقدتها مصداقيتها عند المواطن الجنوبي الذي لم يشعر بحلاوة النصر والتحرير من خلال تحسين مستواه المعيشي واحداث نقلة في الخدمات التي انهارت تدريجياً بعد الوحدة وهوت إلى الحضيض بعد أحداث الربيع الجنوبي ثم قتلت شنقاً بعد حرب 2015م ، وقد وجد المواطن خور وضعف في حكومات لم يكن هدفها التغيير وانما ظلت تعتبر نفسها مصرفة للأعمال دون أن تمسك بزمام الامور وتركت الحبل على الغارب لدول الاقليم في تحديد مصير البلاد. ألم يدق ناقوس الخطر في نفوس الجنوبين من هذه الهجمة الشرسة التي تحاول تغير مسار المطالب المشروعة إلى نزاعات قبلية مناطقية بين قبائل مديريات محافظة لحجردفان والضالع ويافع ومحافظة الضالع الجنوبية بكل مديرياتها الجنوبية ومحافظة أبين بكل مديرياتها ليتحول الصراع المطلبي إلى صراع مناطق وقبائل وذلك من خلال بعث ذكريات يناير بكل جراحاته حتى يبقى الوطن أسير النعرات والصراعات الناشبة عنها. وبالفعل هذا ما حصل فقد تم شحذ النفوس وأحياء النعرات المناطقية وتحويل الصراع إلى جنوبي ..جنوبي يقتتل فيه أبناء الأرض الوحدة وربما أبناء البيت الواحد ما بين منطوي تحت لواء الشرعية أو منظم للانتقالي . هذا الاقتتال هل سيحقق وطن مستقل متحرر من التبعية ؟ هل هذا الصراع الدائر سيعيد الوطن المنهوب بالوحدة الوهمية وسيرجع عجلة الأحداث إلى ما قبل عام 90م ؟؟ هل بهذا الخلاف والشقاق ستعود هيبة الدولة المهدورة ؟؟؟. أبد ودائماً ستتجسد اجابة واحدة إلا وهي أن الحرب والفرقة ستقود بالوطن نحو مستقبل مظلم وتدفع بجموع المواطنين في برك التهميش والفقر طالما الساسة منشغلون في تكتيل وتحشيد الجماعات المسلحة واغراق الوطن في بحيرات الدم ومستنقع الأحقاد والفرقة . هل من لبيب يفطن إلى حجم المؤامرات التي تحاك لتمزيق الجنوب وتحويلة إلى ساحات للاقتتال والصراع وتفريق أبناء البيت الواحد وزرع الشحناء والبغضاء حتى يبقى الوطن ساحة صراع دائمة.