إلى جنة الخلد شهداء (الجنوب) من غدرت بهم رصاصة الجبان ،وتلطخت بدمائهم الشريفة أيادي الطغاة ..لا و رب العرش ما نركع ، فمنذ اليوم الأول الذي قررنا فيه استعادة حقوقنا كان كل (جنوبي) يدرك ان ثمن الحرية باهظ ، وان الكرامة تلد من رحم المعاناة..
ليس كل (إصلاح) الجنوب عبيد ل (حميد) ،ومنهم شخصيات محتشمة ،ولكن لايمكن ان نعفيهم من المسئولية عن الجريمة ،وليس جميعهم (وحيد رشيد) ،ولكن للأسف فيهم كثيرين مثله تجربتهم السياسية حافلة بالانتهازية ،وخلعوا جلودهم ولبسوا (زنة) سيدهم!..وليس كل شعب الشمال يعبدون (الشمس) ،ولكن معظمهم يحملون الموروث نفسه ،وبرغم الابتسامة المتحضرة على وجه الملصق الإعلاني ، الا أنهم يعتقدون ان حكم (الجنوبي) لليمن باطل ، وان سلطة (هادي) لن تطول أكثر من سنتين ،وستعود بعدها مقاليد البلاد ل (أحمد) او (حميد) !..
ان إحداث 21فبراير 2013م الدموية ،والأيام التي لحقتها للأسف استنزف كثير من رصيد الرئيس (هادي) في الجنوب ،وهي بمثابة مسمار في نعش التسوية السياسية ، والقشة التي تقصم ظهر الذين يراهنون على (الحوار) !..ان الأوامر التي أرسلت المليشيات ،والمصفحات لتقتل في شوارع (عدن) ،و تسفك الدماء في مدن (الجنوب) ،وشرعت للملثمين اقتحام مخادعنا ،والضغط على الزناد لتغتالنا في عقر ديارنا ،وما سبق ذلك من حملة اعتقالات لقيادات ونشطاء الحراك ،وعلماء الجنوب ليس أكثر من ذرمزيد من الملح على جرحنا المفتوح ،وأزالت الغشاوة عن عيون كثير من الجنوبيين الواهمين بدولة القانون ،فبعد كل هذه الوحشية ،وحصيلة الشهداء ،وصورة الطفل (مؤنس) الذي اخترق الرصاص جسده الصغير ،وتركته على الرصيف جثة هامدة لا اتصوران تخرج علينا شخصية (جنوبي) لتتغناء بمكتسبات (الوحدة) ،وعار عليهم عظيم ان فعلوا ذلك!..
ان ربيع (الحصبة)، والفرقةالاولى لم يحمل لنا سوا رائحة الدم و البارود ، وسقط قناع ثورتهم في شوارع (الجنوب) !..ان أكثر ما يبعث على الاشمئزاز ان يتحدث قيادي كبير في حزب الاصلاح ،وشخصية غارقة منذ حصار صنعاء في وحل السياسة حتى إذنيها ،وعنصرمن صناعة الزعيم (المخلوع) ومخلفات نظامه عن سقطات التاريخ ،ونهج الطغيان ،ومستنقعات الإقصاء ،والتفرد !..وان كنا لا نستغرب ما يصدر منهم ،ولكن نجد العلة في من يمنحهم ثقته ،ويصدقهم!.. وعليه و أمثاله ان يعلموا بان ماضيهم لا يخفى على احد ،وان هامش الديمقراطية الذي تتفاخرون بانجازه تحمكت بحدوده ثقافة المنتصر،و لم يسهم الا بتوسيع دائرة نفوذكم ،وقاعدة فسادكم ،وان وطنية النهب ،و(براميل) النفط اعترفت بحق وجودكم فقط ، وان حرية التعبير التي تحشد (بلاطجتها) من كل (عزلة) و(لواء) ، وتخرج مليشياتها من ثكناتها لتستبدل (الميري) و (الزنة) به (المعوز) ،وتصر على رقص (البرع) في ساحات (عدن) ، ويتحدى استفزازها إرادتنا ، وتغامرغطرستها بالمرور على حقوقنا ،لاشك ان هذه الحرية رائحتها كريهة ،وغايتها وسخة ، ويمكن ان تفرض على أهالي (الجعاشن) مع احترامنا و تضامنا معهم ، أما نحن فلا تستحق منا الا الأتقياء و البصق في وجهه!.. وحاشى لله ان نسخط عبيد لغير المولى عز وجل !..
ان الجمهورية التي تمنح الحصانة لقتلت شعبها ،وتقودها مشيئة نخبتها ومشايخها المستبدة الفاسدة يستحيل ان تهدي مواطنيها غصن الزيتون !.. والمجتمع الذي يعشعش في بدنه التخلف ما الذي يجبرنا على الالتصاق به؟..إذا كان سيدي(بدر) وجماعته لم يصبروا على ظلم أبناء جلدتهم ، وكفروا بنظامهم و أحزابهم كيف يستطيع (الجنوبي) معاشرتهم ،وتحمل طغيانهم !..لقد اتضح لنا بعد هذه مجزرة خميس (الكرامة)ان (الحوثي ) كان على حق ،ولم يتمرد من ( بطره) إنما بعد الباطل !.
ستشهد عليهم أيديهم و اللسنتهم ان لم يكن اليوم فغدا ، ومثلما انتشلتهم من الوحل ،و رفعتهم من العدم وستلفظ (عدن) جيفتهم ،وتقذفهم إرادة (الجنوب) في مزبلة التاريخ ،وتعيدهم إلى الوحل .. من المخجل ان يتسلق هرم النظام حائط (الحراك) القصير و السهل ، و(ينقطب) حبله عند حزب الفتوة (حميد)!.. لن نتنازل عن قطرة دم سقطت غدرا في مدن الجنوب ، ولن يطفئ ثورتنا،او نقبل ان تهدر حقوقنا تصريحات الوعيد و التهديد ، ولن تغمض عين (الجنوب) والجناة يسرحون في شوارعه ، ولن نكتفي باللقصاص من الذنب ،وانما جميع المسئولين ،والرؤوس التي دبرت وأمرت بارتكاب (المجزرة).