حاول رئيس الوزراء المتخلي والمرشح الرئاسي يوسف الشاهد، تجنّب الفخاخ التي نصبها منافسوه له، لكنه سقط في النهاية بعد اتهامه على المباشر بالفساد، وذلك في اليوم الثالث للمناظرة التلفزيونية التي جمعت مساء الاثنين، 7 مرشحين إلى الانتخابات الرئاسية. وشارك في اليوم الأخير من برنامج "الطريق إلى قرطاج" المخصّص للمناظرات السياسية بين المترشحين للانتخابات الرئاسية، كل من قيس سعيد وحمة الهمامي وأحمد الصافي سعيد وسيف الدين مخلوف وسعيد العايدي وسلمى اللومي ويوسف الشاهد، وتغيب المرشح سليم الرياحي، بسبب أحكام قضائية حالت دون تواجده في تونس. فخ الاستفزاز وطوال الحصّة، شنّ أغلب المرشحين خلال شرح برامجهم وخططهم، حملة شرسة وانتقادات لاذعة ضد منافسهم يوسف الشاهد، بغرض استفزازه والإيقاع به، سواء عبر اللعب بورقة الجنسية الفرنسية التي يمتلكها، أو من باب فشل تجربته في الحكم خلال 3 سنوات الأخيرة التي ترأس فيها الحكومة، معتبرين أنه لم يقدم شيئا لتونس والتونسيين، وزاد من تعميق أزمتهم، وارتهان بلادهم إلى الخارج، وذلك في محاولة لتدمير صورته لدى الرأي العام ودفع الجمهور لعدم التصويت له، وهي اتهامات واجهها الشاهد في البداية بالتجاهل واللامبالاة والهدوء، وركز في المقابل على شرح برنامجه الرئاسي ورؤيته المستقبلية لتونس، إلا أنه لم يصمد طويلا، ليسقط في نهاية الحصة في فخ الاستفزاز، عندما اتهمه مرشح حزب "الجبهة الشعبية" حمّة الهمامي بالفساد، وطلب حق الرد للاعتراض على ذلك. ومن جهته، لم يفوّت الشاهد فرصة مشاركته في المناظرة خلال ذروة المشاهدة، لتوجيه دعوة إلى الناخبين للتصويت بكثافة، وعدم منح أصواتهم إلى الفاسدين، وذلك في إشارة إلى خصمه ومنافسه القوي في السباق الرئاسي نبيل القروي، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من أسبوعين، بتهم غسيل الأموال والتهرب الضريبي. وانتهت الاثنين، سلسلة مناظرات تلفزيونية استمرت 3 ليال، هي الأولى في تاريخ البلاد، شارك فيها المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم الأحد المقبل، ويأملون من خلالها التأثير في الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وعددهم كثير بتونس.