بعد نجاح ثورة اكتوبر واستقلال الجنوب في نوفمبر 67 كانت أمامنا فرصة ذهبية للنهوض ببلادنا ونقلها الى مصاف الدول المتقدمة بما نمتلكه من جغرافياء واعدة وموقع استراتيجي محل اهتمام كل العالم لكننا للأسف بدأنا في مشوار اقصائي على المستوى الداخلي وبالغنا في شرح المصطلحات الثورية وألقومية وربما فسرناها احيانا على اهَواءنا وامزجتنا لدحر القوى الوطنية سواء رفاق النضال ضد الوجود البريطاني او المكونات الاخرى التي كانت فاعلة في كيان الجنوب قبل الثورة وعلى هذا المنوال ومن خلاف الى اخر تهنا في دهاليز المؤامرات حتى دخلنا مرحلة خطيرة جعلتنا نهرول نحو الوحدة منقسمين على بعضنا؛ ضعفاء وايادينا مرتعشة للأسباب التي ذكرناها سلفا بالإضافة إلى تجربتنا الاكثر من سيئة في مسار السياسة الخارجية للجنوب وفيها فصلنا انفسنا على معسكري الحرب الباردة وعادينا الاقليم وكثير من دول العالم وتقمصنا مواقف معسكر الشرق وطبقنا ذلك الدور نصيا وحرفيا كما كتب على الورق واكثر ولم ندرك هذا الخطأ الا بعد ان تغيرت الموازين مطلع التسعينيات لنجد انفسنا في فلاة لا صديق ولا رفيق، لتتبخر احلامنا في عشية واضحاها بعد معادلة طويلة وعمليات ضرب وقسمة اكتشفنا ان نواتجنا تساوي صفر المهم تلك الصفحة اين كانت مزاياها او عيوبها نعتبرها ماضي وصفحة مطوية للذكريات والتاريخ ومانستطيع ان نأخذه منها هي العبرة لنتجنب تكرار تلك التجربة وعلى هذا الاساس لابد أن نطرح سؤالا مهما يقول هل لازلنا اليوم ندور في فلك ما وبذات الاسلوب السابق محليا واقليميا ودوليا متناسين ان ذلك الاسلوب في إدارة وتوجيه هذا البلد هو من اوصلنا الى ان نمحي دولة ذات سيادة من الخارطة السياسية الدولية ام اننا ننطلق نحو الاهداف المنشودة بثبات وبمنهاج جامع سيصل بالجنوب الى بر الأمان ؟