أوصى اللقاء التشاوري الذي دعا له ملتقى ساه بلا قات عصر أمس الجمعة مع المسئولين في السلطة المحلية الشخصيات الاجتماعية ووجهاء واعيان وخطباء المساجد والتربويين بمديرية ساه أوصى بضرورة إبعاد باعة شجرة القات الخبيثة إلى خارج النطاق الجغرافي لمديرية ساه . ووقع الحاضرون على مذكرة تطالب بإجلاء الباعة إلى خارج المنطقة درءا للمفاسد التي تترتب على وجودهم وللحد من انتشار تعاطي هذه الآفة بين أوساط الشباب لا سيما الناشئة ممن يعول عليهم النهوض بواقع البلاد خلال السنوات المقبلة .
وكان الشيخ عوض سالم بن منيف قد رحب في بداية اللقاء الذي استضافه في بيته بالحاضرين في اللقاء الذي دعا له شباب ملتقى ساه بلا قات وثمن الخطوة التي يجتمع من اجلها اليوم أعيان ووجهاء المنطقة للوقوف أمامها والبحث عن حلول تضمن الحد من هذه الآفة .
الدكتور عوض سالم باوزير عضو مجلس النواب شكر الشباب الداعين لهذا الملتقى وتحملهم هذه المسئولية الصعبة مشيرا إلى أن القات وأضراره لا يحتاج لمزيد من الحديث فله أضراره الاقتصادية والصحية وهي بلا شك أضرار مأساوية وتدميرية في آن معا .
وعبر الدكتور باوزير عن أسفه كون هذه البلوى لا يحدها أي قانون مشيرا إلى بعض الإحصائيات التي تكشف عن صرف ما يربو على العشرين مليون دولار يوميا لتعاطي هذه الآفة وأنها تستنزف ما يقارب 70-80% من المياه .
ولفت عضو مجلس النواب أن الآفة بحاجة لقوة السلطات كون قوة السلطان تغير ما لم يغير بالقرآن حد وصفه مع ضرورة السير وفق خطين متوازيين الأول يتضمن نشر الوعي حول الشجرة ومخاطرها وخط آخر تقوم الدولة بموجبه بدورها تجاه المشكلة . وقال باوزير أن المعضلة كبيرة متمنيا إنشاء وزارة أو هيئة تتفرغ لمكافحة هذه الشجرة الخبيثة مشيرا إلى القانون الذي مناقشته حاليا في أروقة مجلس النواب تحت مسمى " مشروع قانون مكافحة القات بالتدرج والتعويض " . وفي كلمة السلطة المحلية أكد المدير العام لمديرية ساه رئيس المجلس المحلي الأخ محمد عمر الجابري حاجة المديرية لعقد المزيد من اللقاءات على شاكلة هذا اللقاء لمناقشة الكثير من القضايا التي تهم المنطقة وعبر المدير عن تفاؤله بزوال هذه الآفة كون المجتمع يمقت هذا الفعل وينظر له باستهجان ولن يتقبلها يوما ما وكون المتعاطين أنفسهم لا يشعرون بالرضا عن ما يفعلوه مشيرا إلى التراجع الملحوظ وأن المشكلة لا يجب التهاون بها .
وجدد المدير العام دعوته إلى إشراك خطباء المساجد في عملية النصح والإرشاد كونه سبيلا مهما في محاربة الشجرة وتكثيف اللقاءات مع الشباب بدرجة أساسية .
وأوضح المدير العام إلى أن مضرة الشجرة باتت تتطلب إخراج الباعة من المنطقة وأن نجاح محاربة الآفة سيكون بكل سهولة ويسر والإمساك بزمام الأمور لا زال متاح .
وأشاد المدير العام بالخطوة التي بادر إليها شباب ناضجون حد تعبيره ودعوتهم لهذا اللقاء دليل على نجاحهم في أولى خطواتهم لتحقيق الأهداف التي يسعون لتحقيقها مستقبلا وقال " أن السلطة المحلية على استعداد للمساهمة بكافة الأشكال لضمان نجاح الملتقى .
فيما ألقى الأخ رشيد كرامة بن شهاب رئيس ملتقى ساه بلا قات كلمة فنّد فيها الأهداف والرؤى التي يتبناها الملتقى وسعيه المتواصل منذ إشهاره قبل حوالي شهر للحد من تفشي هذه الظاهرة التي باتت ترسم ملامح سوداوية لمستقبل شباب المنطقة واستعرض رئيس الملتقى جملة من الأنشطة والفعاليات التي نفذها الملتقى خلال الفترة المنصرمة .
وأهاب رئيس الملتقى بمسئولي المنطقة ووجهائها وأعيانها وتربوييها وخطباءها للتفاعل مع هذه القضية التي أضحت تشكل خطرا متناميا على التنمية بشكل عام في المديرية على اعتبارهم أصحاب القرار الحقيقيين والمنفذين لكل ما من شأنه مصلحة البلاد مشيرا إلى حاجة الملتقى للدعم المادي والمعنوي لتنفيذ أنشطته التي تضمنتها خطة المجلس وإظهارها لحيز الوجود .
وأثنى رئيس المجلس على الجهات التي قدمت العون للملتقى في خطواته الأولى والتي ساهمت في تنفيذ بعض الفعاليات وشدد رئيس المجلس في كلمته إلى أن الملتقى يهدف إلى الحد من مضار هذه الشجرة وجعلها على الأقل أمرا منكرا في المجتمع حيث تساهل الكثيرون في أمرها مؤخرا وأصبحت وكأنه أمرا عاديا يدرج في إطار العادات والتقاليد لساكني المنطقة وشكر في ختام كلمته تلبية الدعوة مما يؤكد إصرار الجميع على محاربة هذه الآفة .
وقال رئيس مستشاري ملتقى ساه بلا قات الأخ فايز محمد بافضل في كلمة الهيئة الاستشارية للملتقى أن السعي لمكافحة هذه الشجرة يندرج في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على اعتبار هذه الشجرة من المنكرات كونها أم الكثير من المنكرات الأخرى .
وأضاف بافضل أن تلبية الدعوة خطوة أولى في التأييد والمباركة على اعتبار الحاضرين هم الأساس الذي سيستند له شباب الملتقى والمسئولية يتحملها الجميع فالحضور يمثلون مختلف شرائح المجتمع وبأيديهم القرار وهم صانعوه وحمل رئيس مستشاري الملتقى الشباب المقلعين مسئولية أخرى للتوعية بأخطار القات ومضاره لمعايشتهم لتلك المأساة مسبقا .
وقد تبادل المشاركون الآراء في اللقاء والسبل الكفيلة للحد من انتشار هذه الآفة وقد تمخض عن اللقاء الاتفاق على التواصل مع الباعة لإقناعهم طواعية بالابتعاد والخطوة الثانية هي توقيع جميع الحاضرين على مذكرة تطالب بإبعادهم سيتم تسليم نسخة منها للجهات الأمنية لاتخاذ التدابير اللازمة حيث أبدت الأجهزة الأمنية استعداها لتنفيذ هذه الخطوة بشرط الحصول على قائمة بالتوقيعات من أعيان ووجهاء المنطقة .