التضييق على حرية التعبير .. وتكميم الأفواه انعكاسات من الوطن العربي الى جنوباليمن وشماله بقلم *اكرم القعيطي* الأحد15 / 9 / 2019 اعتاد البشر طوال المراحل التاريخية للحياة أن يتحدثوا بحرية وأن يعبروا عن مشاعرهم ورؤاهم واحتياجاتهم وأن يطرحوا همومهم ومشاكلهم ومطالبهم التي لا تخلو في كثير من الأحيان من النقد اللاذع, ويأخذ ذلك التعبير طرقا متعددة ويتبع وسائل مختلفة اعتمادا على مكانة الفرد في المجتمع وقدراته الإبداعية وأشكال ومفردات ذلك الإبداع, وما يتمتع به من خصائص ومستويات علمية ومعرفية .. وفي الوطن العربي عانى المواطن وما زال من التضييق على حرية التعبير والعمل بطرق ووسائل وصور مختلفة على تكميم الأفواه وكبت الكلمة الصادقة الناقلة للحقيقة, ففي الوقت الذي يستشري فيه الفساد , ويسعى المنتفعون والمستفيدون والنافذون وكبار المسؤولين إلى خدمة مصالحهم واحتكار جميع الامتيازات والمكتسبات والفرص من أجل توسيع أعمالهم وتسمين أملاكهم وتضخيم أرصدتهم في البنوك على حساب الشريحة الواسعة والكبيرة من أبناء المجتمع الذين يواجهون صعوبات جمة ومشاكل عديدة تستفحل وتتزايد وتتناسل يوما بعد آخر, تتسع دائرة الفقر ويزيد عدد الفقراء وتجنيد الاطفال وترتفع مؤشرات الباحثين عن عمل وتتقافز أعداد الذين لا يحصلون على تعليم مناسب والذين لا يجدون مسكن ملائم ومع ذلك كله ترتفع تكلفة المعيشة بارتفاع أسعار السلع الأولية وتراجع وضعف الدخول , ومع هذا الوضع القاسي والبيئة الضاغطة لا يستطيع الإنسان في العديد من البلدان العربية على الشكوى وعلى النقد وعلى المطالبة بالحقوق والحديث بصوت مسموع عن الظلم الممارس عليه وأشكال وصور الفساد الواسعة التي يأتيها كبار المسئولين وأتباعهم والمنتفعين منهم بسبب الكبت والتضييق على حرية التعبير, هذا الواقع المؤلم الذي عاشه المواطن العربي كان سببا رئيسيا لانفجار الغضب وقيام الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة التي شهدتها المدن العربية وأفضت إلى ما أفضت إليه من نتائج. من المؤسف ايضاً ان يكون الوضع في اليمن يعيش حالة مستنسخة ومنعكسة من الوضع العربي من تكميم للأفواه والتضييق على حرية التعبير وهنا انا لا اتحدث عمّا تمارسه جماعة الحوثيين في شمال الوطن من فضائع وانتهاكات لحقوق الافراد والمشائخ والقيادات ومن سجون واعتقالات واغتيالات فهي اصبحت مشهورة بتلك الممارسات وانما أشير هنا الى ما اصبح يمارسه المجلس الانتقالي الجنوبي من تكميم للأفواه و تضييق على حرية التعبير في الجنوب العربي ، بارتكاب انتهاكات وسلوكيات معادية بحق الصحفيين والقيادات المعارضة واقتحام لمنازلهم، من قبل مسلحين،والعبث بمحتوياتهم ووثائق وممتلكات خاصة بهم وبملاحقة بعضهم على خلفية كتاباتهم وآرائهم ومن أمثلة هذه الانتهاكات وخروقات لمسلحين يتبعون المجلس الانتقالي في اربعةُ ايّام فقط •مداهمة منزل قائد شرطة الدوريات و امن الطرق العقيد لبيب العبد ونهب محتوياته وسيارته الشخصية في منطقة الممدارة مديرية الشيخ عثمان (8) سبتمبر •قتلى وجرحى بينهم الطفلة (هبه حمادة) في هجوم مسلح لقوات الانتقالي على منزل العقيد محمد البوكري اركان حرب لواء النقل حماية رئاسية في دارسعد (8) سبتمبر •تزايد حالات الاخفاء لمواطنين في محافظتي عدن ولحج حيث تم الابلاغ عن ست حالات خلال اسبوع (8) سبتمبر •وزارة الكهرباء: تتهم مليشيا الانتقالي بتعطيل جهود الحكومة في تحسين خدمة الكهرباء بعدن والذي تسبب بتدهور كبير في مستوى الخدمات بما فيها خدمة الكهرباء (8) سبتمبر •مسلحو المجلس الانتقالي يعتقلون مدير عام صندوق التقاعد في وزارة الداخلية العميد فضل العبادي بعد مداهمة منزله في مديرية دارسعد (9)سبتمبر •مسلحو الانتقالي يقتحمون منزل محمد جمال الكازمي اصغر شهيد جنوبي في مديرية البريقة في الحرب ضد الحوثيين في 2015.. وتعتقل شقيقه علي جمال الكازمي (10)سبتمبر •مسئولون في الدائرة المالية للسلطة المحلية بعدن: جميع الايرادات الفرعية وبينها رسوم تحسين المحافظة وايجارات الاسواق العامة و ضرائب القات والبضائع التجارية وخلافها باتت تذهب الى جهات غير معلومة. (10) سبتمبر •وزارة الإعلام تدين اقتحام مبنى الوزارة ب #عدن من قبل عصابة مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي يتزعمها وكيل الوزارة الموقوف والمحال للتحقيق أيمن النواصري (11)سبتمبر •نقطة تابعة لمسلحين من المجلس الانتقالي تفتح النار على شاب عدني يدعى ايمن علي حسن على مدخل مديرية المعلا بجانب مطعم الحمراء مديرية المعلا وترديه قتيلا. (12) سبتمبر •بل الافضع من ذلك انه لم يسلم من ذلك التكميم للأفواه والتضييق على حرية التعبير مشائخ قبائل الجنوب، فقد تم التضييق على الشيخ صالح بن فريد العولقي عندما بيّن فساد عبدالدايم مدير مكتب شلال في عدن ونهب عبدالدايم للأراضي وأملاك المواطنين بغير وجه حق •وايضا اخيرا وليس آخراً من المشائخ الذين تعرضوا لتكميم الأفواه والتضييق على حرية تعبيرهم مشائخ يافع الخمسة الذين تم الضغط عليهم بشدة لنفي البيان العاقل الموزون الذي أصدروه قبل ايّام والذين عبروا فيه عن رأيهم بكل مصداقية وشفافية عن الاوضاع في عدن والذي ذكروا فيه " انه ولطالما كانت ولا تزال قبائل يافع في التاريخ والزمان موطن الحق ومصدره وقوة للمظلوم والمقهور والصادق ضد الظالم والباغي والمعتدي وكل فعل شائن لا يرضى عنه الله سبحانه ولا مجتمعنا ولا اعرافنا ولا اخلاقنا ولا قيمنا ,الا اننا نرى ان البعض قد انطلق بدوافع يظنونها حسنة ، وبها يظلمون ويفسدون ، ويستغلون مواقعهم ، ويصمّون آذانهم , فوقعت افعالهم في تجاوزات واعتداءات على اخوة لنا وليست من اخلاقنا وقيمنا واعرافنا , وهناك من حاول ويحاول ان يجعل من قبائل يافع تتصدر المشهد كله فيحملها كل المساوئ والاخطاء والتجاوزات في محاولة جاهله وموهومة لتشوية وجه قبائل يافع , ولمآرب غير رشيده ولا عاقله . ان التجاوزات التي حدثت وانُتهِكت فيها حقوق اخوة لنا هددت حياتهم وسلامتهم ومصادر رزقهم , واُقتِحمت منازل امنه لها حُرماتها واعتقال البعض لأسباب غير امنية اخذت طابع عنصري ومناطقي في العاصمة عدن , امر مرفوض رفضاً قاطعاً وليست مقبولة البته وان مرجعيات ومشائخ يافع تعلن موقفها الرافض والمستنكر لهذه الافعال التي صدرت من بعض المنتمين للجنوب وان كان البعض منهم ينتمون لقبائل يافع فأننا نرفض ونبرئ من فعلهم ومنهم بما ارتكبوه من تجاوزات بعيدة عن اعرافنا وقيمنا وديننا " فلم يسلموا هولاء المشائخ المخلصين ليافع والجنوب من حملات التشويه واتهامهم بالخيانة والعمالة ولَم يسلموا من التضييق على حرية تعبيرهم بل وتمت مضايقتهم واشتد الضغط عليهم والاتصالات والزيارات والمراسلات بطلب نفي البيان لان البيان على حد زعم المطالبين بنفيه - من بعض المنضويين تحت المجلس الانتقالي بهوس وهوشلية - زعموا ان فيه تخلي عن يافع وتقزيم لرجال يافع ، والمشائخ بالحقيقة لم يتخلوا عن يافع ولَم يقزموا رجالها وانما قالوا الحقيقة والحقيقة هي انه يقزم نفسه من يعرف انه ظلم الاخرين او اعتدى عليهم او بسط على أراضيهم بغير وجه حق .. وبرغم عيش اغلب هولاء المشائخ بالخارج وحالهم كمّن يكون في حكم المنفيين من ارضهم بسبب سطوة الحزب الاشتراكي قديما، تطل عليهم نافذة الحزب الاشتراكي مجدداً بمثل هذه الاعمال المشينة من تكميم لافواههم وتهديدهم المبطن والتضييق عليهم وشن حملات تخوين بحقهم ان لم ينفوا البيان مما اضطر بعضهم لنفي البيان .. وقد تواصلت شخصياً مع السلطان فضل بن عيدروس العفيفي واثبت صحة البيان غير انه ذكر ان ثلاثه تفالتوا من الموافقين على البيان وانكروه بعد صدوره بسبب الضغوط والإرهاب الفكري الذي مورس ضدهم من المكنة الاعلامية الموظفة بالأجر وحتى ان جزء منه هذا الضغط اتى من داخل أسرهم . سطوة المجلس الانتقالي ظهرت بمظهرها البائس القديم المتجدد و وجهها الشاحب وأعادت بداية جديدة من حقبةٍ قديمة من ظلم مشائخ وعقال وكوادر وقادات الجنوب قادها الحزب الاشتراكي سابقاً ويقوم المجلس الانتقالي باحياءه لتلك الحقبة الظالمة مجدداً .. وهذا يعتبر تطوّراً خطيراً وقد يسير بالجنوب الى الهاوية والى جعله بلداً دكتاتوريا حزبياً سلطوياً شمولياً مكمماً للأفواه لا يرحم ولا يعي معاني الحقوق الإنسانية ولا الديمقراطية ولا يعي معانى حقوق حرية التعبير وانها حق واجب من حقوق اي فرد بالمجتمع فضلاً عن كونه قائد او صحفي او ذَا وجاهه ولا يعي ان الجنوب يتسع للجميع ولا يكون بناء البلد الا بكل ابناءه ومن كل اطيافه وألوانه ليس من طيف واحد او لون او فصيل او مكون واحد .