في صباه تشبع بتضاريس منطقته فكانت لجبال وادي يشبم بصمة شموخ في حياته ليصبح جبل من جبالها
الشهيد سالم يسلم الهارش ترعرع ونشأ في اودية وشعاب الصعيد وكانت منها الانطلاقة إلى حياة حافلة بتّضحية من اجل نصرة كل مظلوم اينما وجد فلم يؤمن بنطاق حدود الجغرافيا ليصنع لسمات اصبحت لنا وله شرف خارج حدود الوطن
كانت البداية لابن شبوه من عمُان حيث ساهم هناك في تأسيس وتطوير الجهاز الأمني كمدرب وكانت له صولات وجولات وحرفية مهنية عالية ابهرت الأشقاء في عمان فانهالت عليه العروض والإغراءات للبقاء على ان يحضى برّعاية كاحد ابنائها لكن داعي الوطن ابا في داخله واجبره على العودة إلى الحبيبة عدن ليبدأ قصة نضال وكفاح جديدة هذه المرة ضد الانجليز
انضوى تحت مظلة الحركات التحررية بل واصبح قائد من قادتها وله في هذا الجانب ايام شهيرة وملاحم يطول الحديث عنها
آخر محطات حياته وترجل الفارس في مدينة آزال صنعاء فعندما أُطبق الحصار من القوات الامامية على صنعاء في حصار السبعين الشهير استنجد اهلها والجمهوريون هناك بكل الاحرار لينطلق الشهيد سالم يسلم الهارش ومعه العديد من رفاقه لفك الحصار وقد سهام الشهيد في ذلك ولكنه لم يشهد تلك اللحظة فقد سبقت رصاصة الغدر لحظة الانتصار فهكذا هم الابطال يصنعو النصر ليحتفل به الآخرين
الصور المرفقة صورة الشهيد سالم يسلم الهارش
صور من الشهائد والاوسمة التي حصل عليها الشهيد
ينتهي كلامي هنا عن الشهيد سالم يسلم الهارش لاضع بين ايديكم سيرة اعدّها ولده محمد سالم يسلم الهارش
علي محمد البعسي
هذه نبذه مختصرة عن الشهيد سالم يسلم الهارش العولقي ..
الميلاد والمنشاء.. من كور العوالق مديرية الصعيد وادي يشبم قرية اللجفه.فيماكانت تعرف بمشيخة العوالق العلياءوخليفه. كانت ولادة الشهيد سالم يسلم الهارش عام 1938م .نشأ وترعرع في قرية اللجفه وحصل علئ تعليمه الاولي في ارض المشيخة .
التحق بجيش الاتحاد الجنوب العربي المعروف باسم(الجيش الاتحادي النظامي federal regular army fra)وفي خلال العامين بعث مدرب في صلاله شرطة سلطنة عمان وتم عليه هو وزملائه المدربين من قبل السلطان انذاك بقائهم في عمان لقيادة الشرطة السلطانية ويمنحهم رعاية ابنائه ولكن عدن كانت انذاك درة الجزيرة ورفضو وغادرو بعد اكمال مهمتهم الئ عدن وترك الخدمة العسكرية.
التحق سالم يسلم الهارش بمطار عدن الدولي في فترة العصرالذهبي لعدن التي كانت تعمل فيه مكاتب شركات الطيران العربية والاقليمية والدولية وبلغ عدد المكاتب انذاك حوالي21مكتبآ.حيث عين سالم يسلم بوظيفة مراقب جوي مما يوكد ان خدمة عمله السابقة ارتبطة بالاحقة من حيث ابجديات الوظيفة والالمام بقدر ما باللغة الانجليزية .وهي من اولويات شروط العمل انذاك.
ان القارئ والدارس والمتمعن في التاريخ سيخلص الئ ان عدن .وعدن وحدها لاشريك لها .انها كانت محور العمل الوطني وموسسات المجتمع المدني في عموم القطر اليمني بدء من الاعداد لثورة1948م الدستورية التي تزعمها ال الوزير .ومن رموزها الاستاذ احمدمحمد نعمان ومحمدمحمود الزبيري وغيرهم. وانتها بحصار صنعاء حيث شاركت عدن في الدفاع عن صنعاء. ومن عدن آمن سالم يسلم الهارش بالقضية الوطنية التي دارت فلك الخلاص من الحكم البريطاني .ودخل عنصر السلاح ليحل محل الحوار فنشأ التنظيم الشعبي للقوئ الثوريه الئ جانب الجبهة القومية التي ملكت حق السبق بحمل السلاح . ومن ثم اندمجت في مطلع عام 1966م مع منظمة التحرير وشكلتا(جبهة التحرير) وكانت المفاجئة الكبرئ قبل نهاية العام نفسه عندما اعلنت الجبهة القومية فض الشراكة مع جبهة التحرير وواصلت مهمتها تحت راية الجبهة القومية..
عندبروز التنظيم الشعبي للقوئ الثورية اشتدت سخونة الساحة وارتفعت درجة حرارتها من خلال الفرق المكونه من ذلك التنظيم وهي..فرقة النجدة بقيادة سالم يسلم الهارش .وفرقة سندالرسول بقيادة محمدناصر القدح(مختار). وفرقة صلاح الدين بقيادة عبدالرحمن الصريمي.وفرقة النصر بقيادة خالد احمدسعيد المفلحي . وفرقة المجد والوليد بقيادة شيخ الحمزه ..
سالم يسلم الهارش يرفع السلاح بيمينه وسمو الاخلاق بشماله.. امنح شهادتي للتاريخ (وهذا علئ لسان زملاء النضال للشهيد) ان الشهيدسالم يسلم الهارش قائد فرقة النجدة واحد قادة المقاومة دفاعآ عن صنعاء مع رفيق دربه هاشم عمر اسماعيل واخرين كان رجلا يشهد له بشجاعته النادرة علئ جبهتي عدنوصنعاء واكد علئ مقولة جيفارا ان الثورات تخطط لها العظماء وينفذها الابطال وياكل ثمرتها الانذال. واشهد بان الشهيد سالم يسلم الهارش او كما كان يعرف انذاك في اوساط الناس (بالعم سالم) كان رجلآ بسيطآ ومتواضعآ ويكره المنه والكبر والغطرسة وسو استخدام السلاح خاصة مع الضعفاء ولم يكن يرحمه الله يتهاون في مثل تلك الامور ورأيته وهو يوبخ المقاتلين وبعنف ويصف اعمالهم بانها مجرده من الرجولة .ولن يتراجع عن اتخاذ القرار بالعقوبة الميدانية حتئ الاعدام بالرصاص ..ومثل هذاالرجل لايتردد بدليل واقعة حدثت في قسمAبالشيخ عثمان عندما تلقت السلطات الامنية البريطانية بلاغآ بوجوده في المكان هذا وهجمت ودارت معارك ظروسة حامية الوطيس بين القوات البريطانية وشخص سالم يسلم الهارش ومعه بعض من رجاله وتراجعت القوات البريطانية .وانسحب سالم يسلم هو ورجاله من ساحة المعركة ..
سالم يسلم الهارش في ساحة الدفاع عن صنعاء.. في ملحمة الدفاع عن صنعاء والمعروفة (بحصار السبعين اليوم) التي دمت خلال الفترة من بداية ديسمبر1967م وحتئ8 فبراير1968م توفدت اعداد كبيرة من ابناء الجنوب للدفاع عن صنعاء والذين قدموا اليها من المحافظات الجنوبية اما نازحين قبل تسلم الجبهة القومية مقاليد السلطة في 30/نوفمبر/1967م بعد الاقتتال الاهلي الثاني بين الجبهة القومية وخصومها من التنظيم الشعبي للقوئ الثورية وجبهة التحرير والذي حسمه الجيش الاتحادي بالاعتراف بالجبهة القومية في 6/نوفمبر/1967م اومن جاءو الئ صنعاء متطوعين .ومن ظمن المقاتلين النازحين الشهيد القائدسالم يسلم الهارش .وهاشم عمراسماعيل. ونصر بن سيف. وابراهيم المولد. وعبدلله فريد. وعلي بن علي شكري. ومحد السموحي. وفضل ناصر. ومحمدحسن. وعيدروس السقاف. وسعيد الجابري. وصالح عبدلله الحاوش. محمد محسن بركات. ومحمد هاشم فارع. وعلي عبده اسماعيل. وعوض محفوظ. وقسم السبراتي. ومحمدعبده. وعلي اسماعيل..ومقاتلون من المراقشة والعوالق ومن ابناء ردفان والضالع والحواشب وعدن..
وبعد منتصف شهر رمضان والمقاتلين يتناولون السحور (في اواخريناير1968م) تعرض المقاتلون من المقاومة الجنوبية لوابل من الرصاص الغادر من الخلف والعدو من الامام واستشهد علئ الفور نصر بن سيف ووابراهيم المولد وعبدلله فريد ووعلي سيف الملقب بالحصيني واصيب الشهيد سالم يسلم الهارش وكانت جراحه مثخنة وتم اسره مع رفيق دربه الشهيد هاشم عمر اسماعيل وغدرو بهم باطلاق النار عليهم ليلحقوا بزملاء دربهم في قافلة الشهداء الئ رفيقهم الاعلئ تاركين ورائهم رصيدهم الوطني من النضال والبطولات وايتام وارامل ..
تكريم الشهيد سالم يسلم الهارش .وذلك رمزي لنضالاته. حصد الشهيد سالم يسلم الهارش وسامين وشهادة..وسام الشجاعة من هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلئ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية موقعه من الرئيس حيدرابوبكر العطاس ووسام 30/نوفمبر/من الدرجة الاولئ من رئس الجمهورية اليمنية المشير علي عبدلله صالح وشهادة تقديرية من حزب جبهة التحرير موقعه من رئيس الحزب حسين عبدربه عبدلله ..(البحر الاحمر احد المقربين للشهيد اثناء النضال المسلح)