إنَّ عدم حسم الأمور والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف المتنازعة والجنوح إلى الحلول المتعددة يبقى الوضع المتأزم القابل للانفجار في أي وقت متى تأزمت الأوضاع وتضاربت المصالح وبعدت الرؤى وتقلصت الروح الوطنية وتجردت النفوس من الانسانية وتهيجت الرغبة الجامحة في الفرد بالقرار وحب السيطرة والغاء الأخر والظهور بمظهر المتنفذ القائد ولو كان على غير الصوب وتنازعت فوق ذلك مصالح الخارج ورغبة القوى الاقليمية والدولية في بقاء الحال على ما هو علية حتى تجني الثمار التي من أجلها تتدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة للسير بالأوضاع نحو المجهول ويبقى شبح الحرب والاقتتال يلوح في الأفق وتبقى الروح العدوانية والرغبة في التملك بالمواقف هي القنبلة التي تنذر بالانفجار في أي وقت متى احتاجت القوى صاحبة المصالح في تفجير الوضع لتحقيق مأربها المعلنة وغير المعلنة التي تسعى لتحقيقها على حساب استقرار الاقليم غير مبالية بالخسائر الانسانية وازهاق الدماء والانهيار الاقتصادي المرافق للحرب ويبقى شبح الموت بالسلاح أو المجاعة المظلة التي تخيم على البلد. لهذا على جميع القوى الوطنية أن تقف في منعطف يقودها للتوافق والبحث عن حلول جذرية للمشاكل والخلافات والوصول إلى منعطف حاسم للخروج من عنق الخطر والنأي بالوطن بعيداً عن شبح الموت واطفاء اللهب وذرأ كل مصادر الاشتعال وعدم ابقاء النار تحت الرماد. هل يعي الساسة ماذا ينتظر البلد من اخطار لو ظل الحال على ما هو علية , فالوضع القائم غير منظقي فهل يعقل أن يقسم إدارة البلاد سياسياً وأعني الجنوب رقعة من مساحة الدولة تخضع للإدارة من قبل فصيل من القوى السياسية وتبقى الرقعة المتبقية تحت قوى سياسية أخرى . إنَّ بقاء الحال على ما هو علية ينذر بكارثة وطنية من الطراز الأول وحالة تمزق عسكري وسياسي قد تجر الشؤم على كامل مساحة الوطن ناهيك عن بقاء الاقتصاد في حالة التدهور والسير نحو الانفلات الأمني والأخلاقي والانشغال بالإعداد للوقائع العسكرية على حساب التنمية والاهتمام بالحالة المعيشية للمواطن وعد المبالاة بتوفير وتحسين الخدمات. المواطن يستشعر الخطر الكامن في الأفق والذي لم يعد يخفى على أحد استعدادات كل الأطراف المفترقة وحالة التأهب لينقض كل طرف على غريمه ولا ننسى أن أبناء الأسرة الواحدة قد يكون محسوب على كل الفريقين في آن واحد فلربما أخوين أحدهما محسوب على الشرعية والأخر على الحزام لهذا كثير من الأسر تعيش حالة من القلق تحسباً لانفجار تلك القنبلة الموقوتة.