صور الكبر وأنواعه كثيرة جداً واشنعه واقبحه الكبر على الله تعالى وصورة كثرة وجمه كإنكار وحدانيته وألوهيته ولو نظرت إلى حال المتكبرين اليوم لرأيت أن كبرهم ليس على مادونهم من الناس حسب زعمهم بل على رب العالمين سبحانه فهناك من يتكبر على الله في سمعه فلا يسمع إلا ما وافق هواه ومزاجه وكيفه وصم أذنيه عن سماع كلام الله تعالى وصارت همته متجهة لأغنية فلان ومسلل كذا وكذا ومنهم من يتكبر على الله بجوارحه وأعضاءه بتسخيرها في غير طاعته بل يحارب الله بها وكذلك فئام من الناس يتكبرون على المواضع والأماكن التي عظمها سبحانه وعظمها رسوله الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم ومن ذلك يوم أن تؤتي بيوت الله عند بعض الناس إلا في المناسبات أو الجمعات ومن رمضان إلى رمضان على من الكبر؟وعلى من التباهي ؟على بيوت الله تعالى وكأنها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لم تبنى إلا لأشخاص دون غيرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. ومنهم من يتكبر على العباد بأن يزدريهم وتأبى نفسه مجالستهم لكونهم أقل منه جاها ومنصبا أو النظر إليهم من منظور العصبية والمناطقية والعرقية وانظروا إلى حال المشركين في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما رأوا الضعفاء والمساكين يلتفون حوله لينهلوا من علمه وأخلاقه ويغتنموا الفرصة في حياته ويتعلموا منه الحكم وشرائع الدين لتكون نبراسا لهم بعد موته.. ينظر إليهم كفار قريش فيقولون أنجلس إليك يامحمد وعندك هؤلاء وأشاروا إلى فقراء المسلمين وهكذا حال ممن دب في قلوبهم حب الكبر والتعالي على الله وعلى عباده وسرى في عروقهم حب العجب والتفاخر بالجاه والسلطان ينظرون إلى غيرهم وتعلوهم النشوة ويرون من حولهم ولا شي وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم وأخيرا من سرى في قلبه ذلك الخلق الذميم أقصد (الكبر )ينظر إلى أحفاده أين قارون الذي حاز الأموال والذهب والفضة أعطي ملكا عظيما خسف به وبداره الأرض أين النمرود ابن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه كانت نهايته على يد بعوضة دخلت في أنفه فعطس على إثرها حتى لقي حتفه وغيرهم كثير ..نسأل المولى أن يجنبا هذا الخلق الذميم وأن يجعلنا من يتصفون بضدها وهي خلق التواضع.. أسأل الله التوفيق والسداد