حديثنا موصول رعاكم الله في شرح أسماء الله الحسنى، وسيكون كلامنا في شرح اسم الله: المتكبر. وقد ورد هذا الاسم العظيم في القرآن الكريم في قوله تعالى (العزيز الجبار المتكبر). وينبغي علينا أن نحرص على معرفة معنى هذا الاسم العظيم لله جل جلاله، فالله تعالى متكبر عن كل سوء وشر وظلم، وهو سبحانه متكبر عن صفات الخلق فلا شيء مثله وهو الذي له الكبرياء في السموات والأرض، فله السلطان الكامل والعظمة الكاملة. والتكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم كان كثير الثناء على الله، فمن ثنائه على ربه سبحانه وتعالى أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، لذلك من تكبر وتجبر على الناس فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الوزر والسيئات. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار)، فانظروا إلى خطورة الكبر. والتكبر إذا بدر أو صدر من مخلوق لأن المخلوق فقير محتاج إلى الله فكيف يتكبر ويتجبر؟ وأقبح أنواع الكبر التكبر على النصوص الشرعية والسخرية بها والاستهزاء بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). والعبد الموفق هو الذي يتواضع لله ويتذلل لله ويتقرب إليه بشتى أنواع القرب، وهو في هذا الحال يقتدي بسيد الثقلين صلى الله عليه وسلم الذي كان يتواضع لله تواضعاً عظيماً فكان كثير الطاعة والعبادة لله. * مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم The post شرح أسماء الله الحسنى (16) appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية