ما نلاحظه في بعض المنتديات والمحافل والمجتمعات الثقافية والاجتماعات والحفلات حتى العائلية منها من بعض السلوكيات للبعض هي للكبر والمفاخرة والتباهي يجعل العاقل يتفكر ويقول: ما أجمل الدعاء المأثور « اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً «وأيضا ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم قوله « ما تواضع أحد لله إلا رفعه « وتوعد رب العباد المتكبرين وذم التكبر ،والكبرياء رداء الله بما يليق بجلاله عز في علاه، فمن ذا الذي ينافس الله ومن أراد العزة بغضب الله أذله الله عز في علاه وإن كان صاحب مال وجاه ومنصب دنيوي « مساءل عنه وما فعل بسلطته « لأنه سيكون بعينه كبيرا وباعين الناس صغيراً صعلوكا . والأسوأ من هؤلاء ،المتلبسون بهم الذين يتسابقون على صدور المجالس والمقاعد في المركبات والسيارات وسفر الطعام . ومع الاسف من هؤلاء من هم أصحاب شهادات عليا وتعليم عالٍ ولكن الحقيقة ان الشهادة لا تكسب سلوكاً بل السلوك امتداد لموروث عائلي تربوي تقوم عليه الاسرة اصلاً والطبع يغلب على التطبع . وما أعظمك يا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليك دائما أبدا بتواضعك وأنت أفضل وأكرم وأجل مخلوق على الاطلاق والمكسب بجوارك ولن يجالسك متكبر متغطرس وإن علا شأنه الدنيوي فقد كنت يا حبيبنا صلى الله عليك وسلم جليس الفقراء ناصر الضعفاء منصف المظلومين . وورد في السير عن التواضع والكبر ما أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن سودة أوحى الله إلى موسى : أتدري لمَ اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي قال : لا يا رب قال : لأنه لم يتواضع لي أحد قط تواضعك ، وزاد في رواية ومن تكبر على الله وضعه الله حيث يجعله في أسفل السافلين وجاء في رواية تفسير الرفعة هنا بأنه يصيره في نفسه صغيراً وفي أعين الناس كبيراً وقيل التواضع لله أن يضع نفسه حيث وضعها الله من المعجز وذل العبودية تحت أوامره سبحانه بالامتثال وزواجره بالانزجار وأحكامه بالتسليم للأقدار ليكون عبداً في كل حال فيرفعه بين الخلائق وإن تعدى طوره وتجاوز حده وتكبر وضعه بين الخلائق وقال الطيبي : في التواضع مصلحة الدارين فلو استعمله الناس في الدنيا زالت من بينهم الشحناء واستراحوا من نصب المباهاة والمفاخرة . وأول المقام الحقيقي المستحق للإنسان وبما كسبت يداه قبره عندما يلحد فيه ويتركه الاهل والجيران والاقارب والاصحاب ومنصبه وجاهه وماله ويبقى مع عمله فإما شقي بكبريائه وإن علا شأنه الدنيوي وكثر ماله وقد آل إلى ورثته وإما سعيد بتواضعه ورضا رب العباد . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :