انتهت شعائر الحج في المشاعر وبأيامٍ معدودات، واختلف الحجيج في معيشتهم وكيفية حجتهم باختلاف الحملات، منهم مَن حَجّ مُقتصدًا، ومنهم مَن حَجّ مُفاخرًا بحملة سبعة نجوم، وهناك مَن في الوسط بين هذا وهذا، والمهم في العبادات القبول، وفرق بين مَن يُؤدِّي المناسك خاضعًا لله، وبين من يُؤدِّيها متكبِّرًا على خلق الله، مفتخرًا بما حباه الله من مالٍ وجاهٍ ومنصب. والعبادات أوجهها كثيرة ومتعددة، وأزمنتها بعضها محدود وبعضها ليس له وقت ولا زمان معين، وهي للكل، ولا حاجب ولا وسيط بين العبد وربنا عز في علاه. ولمَن يَتفكَّر، العبادة ليست بأدائها، والقيمة الحقيقية لها بقبولها من المولى عز في علاه، وقد قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم- عن مَن يضيّع صيامه لا ينوبه منه إلا العطش والجوع. وكذلك هنا من يضيّع أجر حجّه بكبر وبطر. ولا أجزم على أحد ولا لأحد بالقبول من عدمه، وأتمنى من الله القبول للكل جميع عباداتهم، فالرب رب الكل، وبمشيئته يقبل، وبمشيئته يرد العبادة على صاحبها، فلا تغرينا وتغرّنا عبادة السبع نجوم والرفاهية وتوسيع المكان لنا في فراشنا ومجلسنا ومصلّانا وأماكن العبادات. وأستغرب كيف تسمح وزارة الحج أن تكون هناك مساحات كبيرة لأعداد قليلة، وهذا لا يتفق بل يتعارض مع تنظيم وتحديد الأعداد للحجيج من الداخل والخارج. ونقطة مهمة أثيرها مع قناعتي بها، ألا وهي أنه لا يمكن القضاء على الافتراش نهائيًا، والحل السلمي الدائم الجميل أن ننظّمه ونُحدِّد مكانه، وللعلم هناك من المقتدرين مَن يَحج حج المفترشين ليشعر بشعور الفقراء، وللافتراش طعم خاص لا يشعر به المفترشون. وأختم بتعليق على مطلب إشراك القطاع الخاص في خدمات الحج جميعها التي تُقدّمها حكومتنا الرشيدة للتخفيف عنها، وأقول: إن كان هناك توجه لذلك فأتمنى أن يكون أكبر المشاركين وأكثرهم من أهل وأبناء مكةالمكرمة، مع العلم أنه إذا كان هدف القطاع الخاص الربح الفاحش -إلا من رحم الله- كما نراه اليوم في سائر أسعار السلع والخدمات جميعها، فالاستغناء عنه أولى. وكما قال خادم الحرمين -حفظه الله- عن خدمة الحجيج والحج والصرف عليه واجب حتمي ولا منة فيه. وما اتكالي إلاّ على الله، ولا أطلب أجرًا من أحدٍ سواه. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :