لم يعد طريق يوفنتوس إلى لقب الدوري الإيطالي مفروشًا بالورود مثل السنوات الماضية، بعدما ظهر منافس قادر تجاوزه حتى الآن في جدول ترتيب الكالتشيو، وهو إنتر ميلان. وستكون مباراة الكلاسيكو بين الفريقين، غدًا الأحد، مؤشرًا كبيرًا على مدى قوة المنافسة على لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم. وما يدعم اشتعال المنافسة أن اليوفي لم يقم بميركاتو كبير في الصيف الماضي، ولكنه ترك الثغرات كما هي بلا علاج، بل الأصعب أنه حرم الفريق من أحد أهم أسلحته في الموسم الماضي. غياب الوسط المدافع كان غياب لاعب الوسط المدافع يمثل ثغرة واضحة في يوفنتوس خلال السنوات الأخيرة، حيث أن الفريق لا يضم في صفوفه من يجيد الدفاع بقوة وقطع الكرات في وسط الملعب على شاكلة نجولو كانتي (تشيلسي) أو كاسيميرو (ريال مدريد) وفرناندينيو ورودري (مانشستر سيتي). وتظهر حاجة يوفنتوس إلى لاعب بهذه القدرات في المباريات الكبرى، والتي يسعى خلالها إلى الظهور بأعلى صلابة في خط الوسط، وهو الأمر الذي ينطبق على كلاسيكو إيطاليا. وربما ما دعم عدم تعاقد يوفنتوس مع لاعب وسط بقدرات دفاعية مميزة أن المدرب ماوريسيو ساري يفضل لاعبي الوسط أصحاب المهارات، لا سيما من يتم توظيفه أمام الدفاع، وبالتالي جلب أسماء مثل آرون رامزي وأدريان رابيو كان أمرا مناسبا للغاية لأفكار المدرب الإيطالي التي سبق أن ظهرت رفقة نابولي وتشيلسي.
أزمة الظهيرين تصطدم بسلاح كونتي كان جواو كانسيلو من أهم أسلحة يوفنتوس خلال الموسم الماضي، حيث أنه كان يلعب كظهير أيسر وأيمن وفي أحيان أخرى مع تغيير الخطة يتم توظيفه كلاعب وسط أو جناح. ورغم براعة الظهير البرتغالي ولكن تم الاستغناء عن خدماته في الميركاتو الصيفي لمانشستر سيتي، وكأن يوفنتوس يريد إضعاف صفوفه، لا سيما أن البديل دانيلو قادم من الجلوس على مقاعد البدلاء في أغلب فترات المواسم الماضية. وبات يوفنتوس يعاني هذا الموسم على مستوى الظهيرين، لدرجة أننا وجدنا الفريق في مباراة سبال يلعب بخوان كوادرادو يمينًا وبليز ماتويدي يسارًا، وهذه هي المشكلة الأخرى فبعيدًا عن جودة الظهيرين هناك عجز على مستوى البدلاء. وستكون هذه الأزمة ظاهرة بقوة في كلاسيكو إيطاليا، لأن إنتر تحت قيادة أنطونيو كونتي يعتمد بشكل أساسي على الاختراق من الأطراف عبر أنطونيو كاندريفا وكوادو أسامواه، وتنفيذ هذا الثنائي لعدد كبير من الكرات العرضية.
رفيق رونالدو يصبح عدوًا كان غريبًا للغاية عدم تعاقد يوفنتوس في الميركاتو الأخير مع أي لاعب وسط مهاجم أو جناح أو مهاجم صريح والاكتفاء بعودة جونزالو هيجواين من الإعارة. وبعد الارتباط بصفقات مميزة مثل ماورو إيكاردي وروميلو لوكاكو، خرج يوفنتوس من الميركاتو بصفر على المستوى الهجومي. بل كان الوضع الأصعب أن اللاعب الذي كانت تراهن الإدارة على أنه سيصبح رفيقًا لكريستيانو رونالدو في هجوم يوفنتوس، وهو لوكاكو، بات منافسًا للفريق ضمن كتيبة إنتر وسيلعب دورًا مهما في خطة كونتي.