ذات يوم علقت على الكاتب خالد الرويشان بتعليق فظ نوعا ما انتقدته في مقالا له فحظرني ولاني حينها كنت لا اعرف شيئا عن الاستقرار النفسي انتقدته لذلك واستهجنت فعله وقلت في قرارة نفسي كيف لكاتب مخضرم ومثقف كبير مثل خالد الرويشان ان لا يتسع صدره لنقد مخالفيه في الرأي اين حرية الرأي والرأي الاخر اين كل تلك المفاهيم التي يتغنوا بها المثقفين والاعلاميين والادباء؟ اكتشفت فقط اليوم بعد ان اصبحت طالبا في مرحلة الدكتوراه تخصص علم النفس التطويري، ان الدكتور خالد الرويشان كان على حق. نعم على حق والظاهر انه يعرف الكثير عن علم النفس الايجابي، الذي هو اهم من تلك المفاهيم السائدة في وسائل الاعلام ويتغنى بها البعض لتدمير المجتمع لفظ العلاقات وكسر الحواجز وتغيير الاتجاهات والقيم . ففي علم النفس لكي تحقق الاستقرار النفسي الذي هو مصدر الصحة العقلية والبدنية للإنسان عليك ان تبتعد عن الاشخاص المزعجين المخالفين لك في الرأي وخصوصا من يمارس اسلوب النقد والتجريح المعارضين لك الذين لا يقفوا الا على اخطائك لا تجده يقدر لك موقف ايجابي او يشكرك على شيء يستحق الشكر لا تجده داعما لك او ناصحا وانما مصدرا للقلق والاحباط والتوتر. لذلك اذا وجدت اي من هذه الاشكال في الفيس او التويتر لا تدخل في جدال معه ولا نقاش خصوصا اذا كان الامر ميئوسا منه فقط عليك سرعان الحظر والازالة لان وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة مساحة للتنفس لا للقلق، وكلما نشر شخص ما تعليق فظ تطورت الفكرة لدى شخص اخر ليعلق تعليق اسوء من الذي قبله وهكذا تبدا التعليقات بنقد ثم عتاب فسب فشتم وقد تصل الى لعن وتكفير لأنها مجرد افكار سلبية تطورت لأشخاص سلبيون . نعم الغي صداقته لتعيش في سلام ووئام مع احبابك ومحبيك من يتقبلونك وتتقبلهم مهما كان الخطأ الذي تقع او يقعون فيه وبالنصح والارشاد ممكن نصحح مفاهيمنا ونعدل سلوكياتنا لا بالنقد والتجريح الذي قد يجعلك تصر على وجهة نظرك وتتمسك بها ويا ليت تبلغوه مدى أسفي وندمي على ذلك واني تواقا لصداقة من جديد .