بعد خمس سنوات عجاف من الحرب التي اهلكت الزرع و الحرث في هذا البلد العظيم الصابر و المثابر رغم المآسي على الحياة و النهوض من بين الرماد ليبدا مسيرته من جديد. ولذلك لا يسع المرء الا ان يستبشر خيرا باي بارقة امل تقود الى السلم الاجتماعي و العودة الى العقل و الحكمة لتسيير شئوننا بعيدا عن الدماء و الاشلاء والاحتراب الداخلي . اقول ذلك وانا اترقب لحظات التوقيع على مسودة الاتفاق بين الشرعية والمجلس الانتقالي و برعاية كريمة من التحالف العربي بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية. نترقب ذلك بمزيد من الفرح والتفاؤل معا لان الاقتتال في عدن كان كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم ولن يؤدي الا الى التشرذم و التشظي والعودة بالحياة في عدن والجنوب عموما الى مرحلة ما قبل الدولة ، بينما المرجو و المأمول ان تسود روح التفاهم والعمل المشترك من خلال هذا الاتفاق فالاوطان لا تبنى الا بكل ابنائها ولن تستطيع قوى احادية ان تبني وطنا حقيقيا يتسع لكل المواطنين فيه. نهنئ شعبنا بهذا الانجاز سبيلا الى تطبيع الحياة في المناطق المحررة ، وان يكون الاتفاق مدخلا لايقاف الحرب التي لا طائل منها سوى الدمار و المعاناة والفقر و البؤس و الالام.
علينا ان نخلص النوايا لتطبيق هذا الاتفاق لكي يسجل التاريخ اننا أهل لتغيير واقعنا الاسود الى ما يلبي احتياجاتنا الانسانية في الحياة الحرة الكريمة. والله من وراء القصد