قلمي صوت الحق، نبراس الحرية، يحب يدندن مع المبدعين، ويتراقص لسماعه كلمات وإنجازات الوطنيين، يحب الشعب، ويتفانى لخدمته، يكتب عن نكباته، يوضح للكل معاناته، يقارع من يأكل لقيماته، ويسرق دريهماته، فكم زجروه، وحاولوا منعه ألا يكتب، ولكنه يكتب، ويحلو له أن يكتب، يسيل مداده ليجرف من يأكل رغيف الخبز عن المحتاجين، قلمي يكره لصوص الراتب، يبغض من يتجرأ ليأكل رغيف الفقراء. هذا قلمي بطبعه مشاكس، ويحب العظماء، يحب من يحب الشعب، ويكره من لا يهتم بهذا الشعب، فتراه يجاهر بكلماته ضد لصوص الخبز الذين يسرقون الراتب من أفواه الشعب، ليكدسونها في بنوك العالم، قلمي بسيط، ولكنه حر، عنيد، لكنه لا ينطق إلا بالحق، صريح، ولكنه لا يكذب، فمن مسه قلمي، فهو يجرحه، ويقتلعه، ومن مسح عليه قلمي شافاه، ورفع من قدره. قلمي سلطان فوق السلطان، وأمير فوق الأمراء، ولكنه يحب العظماء، ويسهب لو ذكر العظماء، وهو مواطن محبوب بين الشعب، قلمي عصا في ظهر لصوص الراتب، وقيد في أيديهم، يكلبشهم، ويقيدهم، ففي نظري أن أخطر لص، هو لص الراتب، قلمي أنيق، وسيم، مبدع، فيه كل الأوصاف، وهو كذلك مرعب، جلف، يذبح من يأكل حقوق الفقراء، فبعداً، وسحقاً للصوص الراتب، سحقاً لمن يأكل رغيف الفقراء. قلمي تخشاه لصوص الخبز، تخافه عتاولة الفيد، ولهذا تتحاشاه، تخشى مداده، يرهبها صوته، تعريها حروفه، تكلبشها عباراته، ولكن قلمي تعشق حروفه مدح العظماء، فكلماته كأبياته المتنبي لا تطري إلا على العظماء، وقد يثني قلمي على كافور، ولكن صمتي عن تكراره يعني أنه قد مسح تاريخه، فلا يلتفت قلمي لذكره، لأنه لا يستحق حروفه، ولا كلماته، فمن تكرر حرفي في مدحه فهو عظيم، وستظل ذكراه تتكرر بين عباراتي، وسيظل قلمي يلهج بذكر العظماء، ومن تعمق قلمي في مدحه فليعلم كل الناس أنه كبير، عظيم، بل ليس له شبيه، وليس له نظير. قلمي سيف في وجه الطغاة، وفي وجه كل الظالمين، والمستبدين، وهو كذلك سيف في يد الفقراء، والمعوزين، في يد كل المحتاجين. فهلل لو ذكرك قلمي، وأحمد ربك لو لم تمسك حروف غضبه، فحروفه سهام في وجه لصوص الخبز، وحروفي رماح مقروزة في صدور باعة تراب الأوطان، وهي بلسم يمسح برفق على رؤوس المقهورين، فقلمي راحة كل المقهورين، وكابوس مرعب في وجه كل الطغاة المتجبرين، قلمي خصوصي جاء لمقارعة لصوص الراتب، فقد لبس قلمي لأمته، وقارع لصوص الخبز، فلو لم تصل يد العدالة لأولئك اللصوص، فقلمي يعريهم، يفضحهم، يخرجهم من مخابئهم، من بين ركام ملايين الفقراء، لهذا فقلمي سيال بعباراته لتعرية لصوص الخبز، لصوص الراتب، فإن كنت لص من لصوص الراتب، فلابد من أن تنالك سهام من فوهات الأقلام.