يا له من قلمٍ عنيدٍ، ولكنه صادق، يغضبني حيناً فأمنع عنه مداده، فيكتب بدموع حبره، عنيد قلمي، لو أسقيته من محبرتي حبراً ، ليرتوي صبه على صفحات التواصل كلماتٍ تدق عضد الظالم، ولو خاصمته ولم أسقه، بكى بدموعِ مداده حروفاً تصم آذان الظالم، فهذا حاله معي، فاعذروني فهو قلمي وأنا أحبه كحبي للحق، فدوماً ما أنزل عند رقباته، فهو عنيد، ولكنه صادق، ولهذا فأنا قد أحببته، فهو قلمي وهو زادي، ورفيقي، وهو من يؤنسني في زمن الوحدة، لا تظنوا كلامي هذا مجرد تسلية، فهو حق لا يبرحني لا يتركني، لا يبتعد عني، فبمجرد أن تطرأ فكرة يسكبها كلمات تحكي ما يجول في فكري ومخيلتي، قلمي هذا مهووس، فديدنه دوماً أن يكتب . اكتب يا قلمي لا أمراً ولكن لعلمي بك أنك ستكتب، فمهما ألجمتك فصراخك يرعبني، يدعوني لأطلق سراحك لتكتب، فاكتب عن الظالم، وزعزع عرشه، اكتب عن الفاسد واكتم أنفاسه، اكتب عن كل السلبيات من قتل وبسط وسرقة، اكتب عن صنعاء واكتب عن عدن فعدن مجروحة، وصنعاء مأسورة، اكتب عمن ذهبوا من الأطفال واصرخ ((بأي ذنب قتلت)). قلمي هذا صاعقة تضرب ناصية الظالم، وسيف يقطع حبل وريده، ولهذا فأنا فخور بقلمي هذا، قلمي رصاص هادر يخيف المتجبر، ولكنه رسالات حب لمن يحب الشعب، ولمن يعمل لمصلحة الشعب، يرفع شأنه، يعلي قدره، يكتب سطوراً وكلمات تُخلد في تاريخه، عظيم الشأن من يكتب قلمي عن انجازاته، عن صولاته وجولاته، وقبيح تاريخه من يتناول قلمي سلبياته في حين لا يجد له شيئاً من إيجابياته، شديد الضرب على ظهور الحمقى الذين يظنون الحرب نزهة لعبة تسلية تُسفك فيها أرواح بريئة من نساء وكذا الأطفال . قلمي اهدأ قليلاً ونم فأنا مرهق تعبان أريد الراحة، قهقه قليلاً قلمي وشرع يكتب وهو يردد كيف أنام والسارق يأكل رغيف الجائع، والظالم يسلخ ظهر الشعب، كيف أنام وأنا أشاهد صنعاء مكبلةً، وعدن تتقيأ من تزاحم البساطين عليها، فلو نمت فنومي خيانة، وسكوتي عار سيسجله الأطفال على بوابات البحر أو جدران الألعاب، فنم، فأنا مكتوب عليَّ أن أسهر حتى لا يصرخ في وجهي الموتى، حتى لا يعاتبني الأسرى، فسأظل أكتب حتى يأتي من عني يكتب .