في الوقت الذي كانت فيه فعالية الحراك السلمي بمحافظة حضرموت المتجهة من المكلا ومديرياتها صوب تريم العاصمة الروحية , وتسير في أمان وانسياب سلس , ولا يعكر صفوها شئ , سوى الوصول إلى تريم في الوقت المحدد . للاماته كان الجنود المرابطين في النقاط المنتشرة من جولة الريان بالمكلا حتى مدخل تريم ودودون وسهلوا للفعالية بكل يسر عملية المرور , ولم تلمس منهم أي حركات استفزاز وكذا عند العودة مساء عن طريق ساه . تلقى أحدهم في الحافلة اتصالا من عدن , وكان الوقت منتصف نهار الخميس الموافق 21فبراير 2013م , بسقوط جرحى أثر إطلاق نار كثيف لقوات الاحتلال والجيش اليمني على متظاهري الحراك في خورمكسر وكريتر ثم توالت الأخبار مفزعة , مريضة , تولد علامات استفهام عديدة .. كانت الحصيلة المتوفرة أكثر من 15 قتيلا و 90 جريحاً .
فهل كان لابد من هذا اليتم الاحتفال بالذكرى الأولى لانتخاب المشير عبدربه هادي , رئيساً للجمهورية اليمنية , وهل كان لابد من الاحتفال في ساحة العروض الواقعة في قلب عدن الشموخ والأصالة .. عدن الحرية ... عدن التعايش والتآلف والسلم والأمان , هل كان لابد من الاحتفال بمتظاهرين من خارج أرض الجنوب على أنهم من أهل الجنوب , هل كان لابد من هذا الاحتفال الذي رفضه السيد الرئيس عبدربة هادي , وهم يعلمون يقيناً أن عدن في الجنوب , والجنوب كله لم يصوت في هذه الانتخابات الرئاسية التوافقية , لأنها جاءت وفق مبادرة خليجية بخست الجنوب حقه , وشطبته من بنودها نهائياً وكأن لا وجود له .
أنها النفس الأمارة بالسوء , والنيات المبطنة بالحقد والكراهية , وفرض الأمر غصباً , أو قل بالصميل والاستقواء بالقوة العسكرية , وإلا ماذا استفادوا من هذا الاحتفال .
مدن الجنوب تغلي غضباً , الشوارع تشتعل حريقاً , الطرقات تقطع , المصالح تتعطل , الأسواق تغلق أبوابها , وفي مثل هكذا وضع , لابد من حدوث النشاز , إلا إن تهويل الأمور , والعمل من الحبة قبة , يوحي بأن الأمور مخطط لها مسبقاً بعناية فائقة , وتم التنفيذ دون وضع مآلات واحتمال ما بعده .
لازال الوضع غير مستقر , ولن يستقر لأنه مقابل الفعل تتولد ردة فعل تلقائية , مثلما حدث لمقرات الإصلاح بحضرموت ويافع ولو أنهم وضعوا السؤال كيف أن مقراتنا بقيت سليمة في ذروة حرب العام 1994م , ولم يمس أحد بسوء لحصلوا على الإجابة الصحيحة .على الجميع أن يعوا أن الجنوب قال كلمته ومصمم لاستعادة دولته .
أن الشعوب اذا حسمت أمرها , وانطلقت من عقالها وصممت على مبتغاها لن ترهبها جنازير الدبابات ولا فوهات المدافع او طلقات الدوشكا ولن تعمى أبصارها أشعة الشمس أو يزعجها صهيل الخيول , وليعلموا أن قالوا مليون مرة أن الوحدة مستمرة , فالجنوب قال تريليون مرة الثورة مستمر .... مستمرة .... مستمرة