في الحقيقة لم أحضر الجلسة الأخيرة المخصصة للنطق بالحكم في قضيتي التي رفعتها ضد صاحب موقع عدن الغد الالكتروني وذلك لسببين، الأول: لأنني كنت على ثقة كبيرة بعدالة القضاء وبعدالة قضيتي التي رفعتها وأن القضاء لاشك سينصفني وسيعيد لي الاعتبار بعد الإساءات والشتائم الرخيصة التي تلقيتها بسبب تزييف موقع عدن الغد لتقرير نشرته بعد احتفالية 30 نوفمبر 2011م وإنزاله على شكل مقال يحمل عنوان بذيء ومسيء لا يساويه بالسوء والبذاءة إلا الموقع الذي انزله. والسبب الثاني: احتراماً لمشاعر من رفعنا الدعوى ضده، إلا أنني شعرت بخيبة أمل كبيرة في قضاء كنت أعول عليه الكثير من المصداقية وأنه الجهة التي يمكن أن تعيد الحقوق لأصحابها وأنها أكثر المؤسسات مسئولية في إحقاق الحق وإعادة الاعتبار للوطن الذي دمرت كثير من مؤسساته وقيمه وفقد الناس الثقة في التعامل معها، شعرت بهذه الخيبة الكبيرة عندما تواصلنا مع المحامي الذي أخبرنا أن الحكم صدر بتبرئة صاحب موقع عدن الغد لعدم كفاية الأدلة.
مع أني لم أكن اعتقد أن هناك في هذه القضية أكثر شيء من الأدلة التي سقناها، شيء ما حصل غير من قناعة القاضي في اللحظات الأخيرة بعد مشوار طويل في التقاضي زاد على العام بثلاثة أشهر، كانت كل مجريات التقاضي خلالها تشير إلى إدانة المدعي علية بن لزرق وتأكيدات أعضاء النيابة المتتابعة في فترات التحقيق المختلفة تدل على ثبوت الإدانة بحق بن لزرق وطلب عضو النيابة الأخير في المرافعة الختامية بتثبيت التهمة وطلب من عدالة المحكمة إنزال العقوبة المناسبة.
كما أن القاضي قد طلب مني في جلسة سابقة إن كنت أريد تقديم دعوى مدنية لتعويضي عن الخسائر التي لحقت بي أثناء فترة التقاضي والذي كان بالنسبة لي مؤشر آخر على قناعة القاضي بثبوت الإدانة، حتى الشهود الذين جلبهم المتهم اثبتوا تزويره لعنوان التقرير الذي كتبته وتغييره بعنوان آخر مسيء أراد من خلاله تشويه سمعتي فقط لأنني قيادي إصلاحي جنوبي، هذه هي كل تهمتي عند بن لزرق وأمثاله.
على العموم أنا الآن في حيرة هل استمر في مشوار التقاضي – وخاصة أن الحكم به دلالة واضحة على أن القاضي يريد التخلص من القضية لأسباب أجهلها – فهل استمر بعد أن فقدت الشيء الكثير من الثقة بالقضاء وعدالته في هذا البلد الحزين المتخم بإساءات أبنائه له.
أم استمر في مشواري، ولكن هذه المرة ليست من أجل إعادة الاعتبار لذاتي ولكن من أجل إعادة الاعتبار لكل شيء جميل في حياتنا، لإعادة الاعتبار للقيم والمبادئ والأخلاق في تعاملاتنا وحتى في خلافاتنا، لإعادة الاعتبار للقضاء الذي اهتزت صورته كثيراً في عيوننا وفقدنا الثقة به أكثر، ولإعادة الاعتبار لقيم وأخلاقيات مهنة الصحافة والكتابة وإعادة الاعتبار لأمانة الكلمة وللقلم الذي أقسم الله به، ربما لكل هذه الاعتبارات سأستمر من جديد. * عن صحيفة صيرة – الناطقة باسم حزب الإصلاح في عدن