عندما تفقد أحدى الخدمات الرئيسية يعني انك فقدت جزء كبير من راحتك خاصة لو كانت هذه الخدمة هي الماء... مديريات عدن أصبحت تشكو من غيابه ومن عدم وصوله لعدد من المنازل خاصة بعد تزايد السكان خاصة بعد النزوح والربط العشوائي من شبكات الماء الأساسية أو البناء عليها وتتفاقم هذه المشكلة يوم عن الآخر بدون أن توجد لها حلول تذكر. مديرية البريقة هي إحدى المديريات التي أصبحت تشكو غياب الماء عن المنازل ولا يعرف الأهالي ما هي سبل الحصول عليه فالأيام الأخيرة كثرة صيحات المناشدة من مختلف الأسر وبمختلف مناطق مديرية البريقة يطالبون بالماء ولا يعرفون ما هي أسباب انقطاعه بعد أن كان يأتي بشكل متواصل وبمعدل يومي حتى فترة الحرب وبعدها. تم التواصل مع سكان من مديرية البريقة لمعرفة معاناتهم بسبب انقطاع الماء عن عنهم وما هي مناشداتهم للجهات المعنية والسلطة المحلية من أجل التدخل وحل هذه المشكلة التي أصبحت كابوس المواطنين في المنطقة. تقرير : دنيا حسين فرحان *كانت المديرية الوحيدة التي لا ينقطع منها الماء وحاليا تبحث عنه يقول عمرو قريش أحد أبناء المديرية :كانت مديرية البريقة في فترة زمنية وخصوصا قبل الحرب تكاد ان تكون المديرية الوحيدة التي لا ينقطع عنها الماء , يأتي إلى المنازل يوميا وبشكل منتظم وحتى بعد النزوح وقدوم عدد من الأسر في الحرب إلى المديرية لم نشهد انقطاع كبير أو غياب الماء لأيام طويلة. ولكن بعد الحرب بدأت مشكلة الماء تتفاقم وانقطع تدريجيا في مناطق ولا يأتي يوميا أما الآن البريقة تعاني بانقطاع الماء المتكرر ، يستمر انقطاع الماء لمدة اربعة أو أكثر لأيام متواصلة وفي مناطق يصل انقطاع العشرة أيام , وحتى إن جاء يأتي ضعيف جدا ولا يستمر سوى ساعات فقط لا يتمكن السكان من التعبئة أو استخدامه في أغرا التنظيف التي تتطلب كميات كبيرة من الماء. حتى ماء الشرب لم يحد متوفر فيضطر السكان لشراء دبب الماء من البقالة أو يستأجرون بوزة ماء كبيرة بمبلغ كبير فقط من أجل الحصول عليه. وهذه المعاناة في أكثر منازل مديرية البريقة حيث الأهالي يشكون من غيابه وتأثيره على حياتهم ويردون أن تحل مشكلتهم بسرعة. وهناك مناطق تصدأت انابيب المياه الواصلة للمنازل بسبب عدم مرور الماء فيها لأشهر ولا توجد أي اصلاحات أو نزول من قبل لجنة تتبع مؤسسة المياه لمعرفة الأسباب ومعالجتها أو على الأقل توضيح سبب انقطاع الماء للمواطنين , حتى السلطة المحلية في المديرية تم التواصل معها واخبارها بمشكلة الماء لكنها لم تقم بأي خطوة جادة أو التحرك لمعرفة الخلل واصلاحه. ما زالت المواطنون يعانون من انقطاع الماء للحظة وربما يضطر عدد كبير منهم لترك منازلهم والتنقل لمديرية أخرى فقط من أجل البحث عن الماء الذي أهلك سكان مديرية البريقة جميعا. *مصادرفي مؤسسة المياه والسلطة المحلية يوضحون الأسباب : قال مصدر مسؤول في مؤسسة المياه إن السبب الرئيسي لانقطاع الماء عن سكان البريقة هو انقطاع الكهرباء المتكرر مما يعرقل من ضخ المياه إلى خزانات الجبل الذي بدورها تضخ للعديد من مناطق البريقة . وأضاف إلى انه كان هناك مولدات كهربائية تساعد على ضخ الماء وارتفاع المنسوب في الخزانات تابعة لمنظمة خيرية لكن المنظمة بعد انتهاء فترة العقد لديها أخذت المولدات معها وأصبحت المحطة بدون مولد . وأكد بأن المحطة لديها مولدين للكهرباء عاطلين منذ أكثر من سنتين وهم بحاجة ماسة إلى صيانة دورية , وشراء بعض القطع لتشغيلها . وأشار أحد المسؤولين في السلطة المحلية إن المحطة بحاجة إلى ربط دائم للكهرباء وتشغيلها 24 ساعة لتغطي احتياجات المنطقة التي هي في ازدياد سكاني ملحوظ ومستمر . *وقفات احتجاجية لم تحرك المياه الراكدة أو تجد من يستجيب لها: شاهدنا وسمعنا كثيرا عن قيام عدد من سكان مديرية البريقة بتنظيم وقفات احتجاجية بين الحين والآخر أرادوا من خلالها التعبير عن وضعهم بدون ماء ورفعوا لافتات يطالبون فيها السلطة المحلية ومؤسسة المياه بالإلتفات لهم وتلمس همومهم لكن لا فائدة تذكر منها. لم تحرك هذه الوقفات الاحتجاجية المياه الراكدة أو أي ساكن ولم يتمكن السكان من الحصول على الماء وما زالت معاناتهم مستمرة وتتفاقم يوما بعد يوم خاصة أولئك الأسر التي لا تمتلك قوت يومها فكيف ستوفر الماء يوميا أو تشتريه يمكننا أن نتوقع الوضع الصعب الذي يعيشه سكان مديرية البريقة في ظل غياب الماء عنهم. فهل تكفي هذه التصريحات لأن تقنع المواطنين بالصبر والتحمل لأيام إضافية؟؟ , أم أن هناك عدد منهم يمكن أن يفجروا الوضع ويقيمون وقفات احتجاجية متواصلة وتصعيد ذلك في حالة عدم الاستجابة لهم أو وضح حل لمشكلة الماء التي أرقتهم كثيرا.