دعا رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت الدكتور محسن باصرة جميع المكونات السياسية والحراكية تجنب ثقافة العنف والإقصاء والإلغاء والتهميش. وطالب في حوار مع صحيفة "الأهالي" من الرئيس هادي إعلان وتسمية الأطراف المعرقلة للحوار، واستكمال تنفيذ النقاط العشرين. وإلى نص الحوار.. تصاعد العنف خلال الفترة الماضية في عدنوحضرموت بالتزامن مع زيارة الرئيس هادي واقتراب موعد بدء مؤتمر الحوار.. كيف يمكن تفسير ذلك برأيك؟ - ينبغي على جميع المكونات السياسية والحراكية تجنب ثقافة العنف والإقصاء والإلغاء والتهميش، وأنا تواصلت مع كثير من قيادات الحراك في الداخل والخارج وتأكد لي أنهم يرفضون ثقافة العنف ويقولون إنها دخيلة على الحراك السلمي، وقد تكون من أطراف أخرى تريد تشويه الحراك السلمي. وهناك أطراف لا تريد تحقيق الوئام في المجتمع وتريد تمزيق السلم الاجتماعي وترفض الحوار ولها مصلحة في عدم استقرارا البلاد وهي من تغذي العنف. من هي هذه الأطراف؟ - لا أريد أن أستبق الأحداث وعلى لجان تقصي الحقائق المشكلة من مجلس الوزراء أن تحدد من هي الأطراف التي تقف وراء أحداث العنف. ومطلوب من الدولة عدم استخدام الحل العسكري لأنه استخدم في الجنوب منذ عام 2007 واستخدم منذ عام 94م لكنه لم يجد، الحل العسكري لن يولد وحدة. يعني أن الدولة هي المسئولة عن تلك الأحداث؟ - السلطة تعاملت بالعنف والعنف لن يجدي، وعلمنا من بعض القيادات الأمنية أن وسائل مكافحة الشغب قد أخرجت من المحافظات الجنوبية. وينبغي أن لا يتم مواجهة المظاهرات عسكريا، نلاحظ أنه يتم مواجهة المظاهرات بالديشكا مع أنه يمكن أن يتم استخدام وسائل مكافحة الشغب ومسيلات الدموع. أنت تحمل السلطات مسئولية ما يحدث؟ - الوسائل التي تستخدمها حكومة الوفاق الوطني هي نفس الأدوات القمعية التي استخدمت في عهد نظام صالح، القرار في الدولة ليس قرارا واحدا وهناك أكثر من قرار، والحكومة ليست حكومة واحدة والأطراف لا تزال تتنازعها. وينبغي أن لا نحمل الحراك كل شيء، قد تكون هناك أطراف من الطابور الخامس الحديث الذي صار لديه وسائل إعلام وفيس بوك وانترنت وقنوات فضائية ولديه أموالا ضخمة. وأتمنى أن تكون السلطات المحلية متجردة وحيادية وعندنا معلومات أن بعض السلطات ترفع تقارير غير محايدة وتريد أن تشعل النار أكثر وأكثر. لكن السلطات تتهم المتظاهرين بالعنف ومحاولة اقتحام المؤسسات؟ - نحن نستنكر ونرفض استخدام العنف ونهب وحرق الممتلكات العامة أو الخاصة أيا كانت ومن أي طرف كان، ويجب معاقبة ومحاكمة كل مخالف، ونحن مع جميع الوسائل السلمية للتعبير عن الرأي سواء بالمسيرات أو العصيان المدني أو الاعتصام شريطة تجنب العنف. حتى من يطالب بفك الارتباط ويرفع علم الإنفصال؟ - وهل كل من طالب بفك الارتباط ينبغي أن يقتل أو يكفر، ينبغي أن لا يحدث ذلك! سبق وتقدمت للرئيس هادي بمبادرة لنزع فتيل التوتر، هل تم الاستجابة لها؟ - نعم، وقد التقيت بالرئيس عبدربه منصور هادي وجلست معه وكان متفهما وتم رفع كثير من المظاهر العسكرية التي تم استحداثها بعد فعالية 21 فبراير في بعض المدن وهي مظاهر تثير الخوف والاستفزاز لدى كثير من الناس، وقد وجدت أيضا تعاونا من قيادات الحراك في الداخل والخارج وتم وقف كثير من المظاهرات والاحتجاجات. وهل تم إطلاق المعتقلين؟ - الأخ الرئيس أصدر توجيهات بإطلاق سراح المعتقلين وتم إطلاق من تم اعتقالهم في عدن والبعض تم نقلهم إلى صنعاء ولم يطلق سراحهم ونحن نطالب بتنفيذ تلك التوجيهات وسرعة الإفراج عنهم حتى نرمم الثقة المنعدمة لدى كثير من القوى، ونحن نحاول ترميم تلك الثقة وإيجاد قواسم مشتركة بين مختلف القوى. وصفتم الرئيس هادي بالأب الحنون والحضن الدافئ.. هل تعولون عليه في حلحلة المشاكل في المحافظات الجنوبية؟ - نعم، نعول عليه كثيرا وهو رجل حكيم وذو دراية وعلى تواصل، وسنساعده ونعمل معه لما فيه مصلحة البلاد وتقريب وجهات النظر، والرئيس نجح في الجلوس مع كثير من المكونات بهدف إقناعهم للمشاركة في الحوار. بعض قوى الحراك لا تزال ترفض الحوار؟ - الحوار كقيمة لا خلاف حولها من كل مكونات الحراك وإن كان البعض يسميها مفاوضات، ومن حق أي مكون أن يرفض الحوار، لكننا ندعو الجميع إلى الحوار أو التفاوض والجلوس على مائدة واحدة للخروج بحلول متفق عليها. وهناك أطراف لا تريد نجاح الحوار وينبغي على الأخ الرئيس أن يعلن ويسمي تلك الأطراف، كما نطالبه باستكمال تنفيذ النقاط العشرين المقدمة له اللجنة الفنية للحوار ونتمنى منه أن يتخذ قرارات جريئة وسريعة وحاسمة لتهيئة الأجواء للحوار وندعو مجلس الأمن أن يساعد في معاقبة الأطراف المعرقلة. كما نتمنى من الأخ جمال بن عمر مثلما سعى للحوار في صنعاء أن يسعى لعقد حوار جنوبي جنوبي لإقناع جميع المكونات الجنوبية بالمشاركة في الحوار، ونتمنى من دول الخليج أن تسعى إلى إيجاد تقارب بين أبناء الجنوب وهي لها علاقات مع كثير من المكونات. برزت أصوات تنادي بمنح خصوصية لمحافظة حضرموت.. ما موقفكم من تلك الدعوات؟ -هذه الأصوات ناتجة عن الظلم، حضرموت ظلمت منذ 67 ومن قبل النظام السابق الذي لم يعطها بقدر ما أعطت من ثروة وهناك قيادات عسكرية وقبلية أخذت قطاعات نفطية في حضرموت. ولا نريد لمحافظة حضرموت أن تظلم مرة أخرى ويجب أن تعط حقها كاملا. عندنا نفط ولكننا لا نجده ونجد غباره وسمومه فقط، ومثلا معظم المنح الدراسية المقدمة من شركة كندية تمنح لنافذين وأولاد مسئولين من خارج المحافظة وكذلك العاملين في كثير من القطاعات النفطية من قبائل معينة ومن محافظات أخرى. لكنها تصل حد المطالبة بالإنفصال؟ - هناك آراء كثيرة ومختلفة تطرح وعلينا أن نسمع لها، ونحن نحترم جميع الآراء وهناك من يطالب بفيدرالية ومن يطالب بأقاليم. ونحن سنقف كأحزاب مع أهلنا في قضايا معينة ولا نريد أن نظلم أهلنا مرة أخرى، لا نريد أن يلعننا أهلنا مثلما هم اليوم يلعنون من كان مسئولا سابقا عام 67 وظلم أهله والتاريخ اليوم يعيد نفسه. تابعنا خلال الفترة الماضية عرضا عسكريا للحراك؟ - لسنا مع أي أعمال مسلحة، الأمر هول كثيرا وأنا تواصلت مع الاخ أحمد بامعلم وهو زميل برلماني سابق وعضو سابق في الإصلاح له آراء نحترمها، ولولا ضعف السلطة لما تم ذلك العرض، بامعلم قال إن العرض رمزيا ومن حقه أن يعبر عن رأيه. هل لديكم تواصل مع قوى الحراك في المحافظة؟ -لدينا تواصل مع جميع مكونات الحراك ولن نقطع خطوط صلتنا بها، والحراك السلمي حراكا سلميا يريد حقوقا معينة وذلك من حقه المهم أن يكون سلميا وسنقف معه ما دام سلميا. ونؤكد أن هناك قوى وأطراف تتبنى العنف وتسعى إلى تفتيت النسيج الإجتماعي وعلى السلطات الأمنية تحمل مسئولياتها والكشف عن تلك الأطراف والإفصاح عنها والكف عن صب الزيت على النار. ونحن نتساءل أين الأجهزة الأمنية من جرائم قتل المواطنين الأبرياء بسلاح الديشكا!؟ تريد أن تقول أن الدولة غائبة في حضرموت؟ - لم يتغير شيء الديمة هي الديمة والخطبة الخطبة، حكومة الثورة والتغيير لم تصل إلى المحافظة، والسلطة هي السلطة السابقة وتقول لنا إن حكومة الوفاق في صنعاء ونحن نطالب من الحكومة والمشترك أن يوضحوا لنا ما إذا كانت الحكومة موجودة فقط في صنعاء. واستمرار هذا الوضع قد يدفع الأحزاب والقوى إلى عدم المشاركة في الحوار.