إنها الحرية التي قدم الجنوبيون من اجلها قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين ، ونزلوا إلى الشارع في سبيلها وهبّوا من كل حدب وصوب إلى ميادين العزة والشرف وواجهوا المدرعات والمصفحات ووحشية الجند وغطرستهم بصدور عارية وثبات وصمود أسطوريين من اجل أن يكونوا أحراراً في وطنهم المسلوب ، وقد يكون ثمن الحرية باهظاً ومع ذلك تجد الجنوبيين يسترخصون مهجهم وأرواحهم ويبذلونها من اجل نيل حريتهم " وللحرية الحمراء باب / بكل يد مضرجة يدق" ( شوقي ) وقال تشي جيفارا: "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله ، إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله"... نعم إنها الحرية التي أخرجت في فترة قصيرة جدا ًأربع مليونيات وحشد جماهيري غفير ومنقطع النظير أو كما قال فخامة الرئيس علي سالم البيض انه لم يحصل أن شارك في فعالية ثلثي سكان الدولة إلا بالجنوب كما حصل في ذكرى التصالح والتسامح التي هزت أركان النظام وجعلته يعد أنفاسه إيذاناً بالرحيل من ارض الجنوب ، وبالطبع – وكما تعلمون - إن المليونية الخامسة على الأبواب في 17 و 18 من الشهر الجاري.
والتي ستشهد حضوراً جماهيرياً حاشداً سيتقاطر من مختلف مدن الجنوب تأكيداً على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم ورفضاً للحوار الوطني الذي يخص الموقعين على المبادرة الخليجية التي منحت للقتلة والفاسدين الحصانة وأوصلت الناهبين واللصوص والإرهابيين التكفيريين والقبليين المتخلفين إلى سدة الحكم ولا يخص الجنوب في أي حال من الأحوال بل أن الحوار - المزعوم بأنه وطني - سيكرس بقاء الوضع الحالي ويشرعنه وليس كما يظن الواهمون ويروج المرجفون والمغرضون المرتزقة بأنه الفرصة الذهبية والطريق الوحيد الذي سيوصل الجنوبيين لنيل حريتهم وتحقيق مطالبهم ، فقد قال نيلسون مانديلا : الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً...
ولأن الحرية تصون كرامة الإنسان وتحترم آدميته وحقه في العيش الكريم بعيداً عن تسلط الشيخ أو العسكر أو القبيلي على رقاب وحقوق عباد الله ، فلذلك لن يهدأ الجنوبيون أو ينام لهم جفن حتى ينالوا حريتهم ويستعيدوا دولتم على كامل ترابها مهما كانت التضحيات ؛ فقد قال تشي جيفارا أيضاً : علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن .... وأنا هنا أجدها فرصة سانحة لأتوجه بدعوة الشعب الجنوبي العظيم إلى الزحف إلى عدن للمشاركة بمليونية ( القرار قرارنا ) المزمع إقامتها يومي 17 – 18 لنعبر جميعنا بطريقة سلمية حضارية رفضنا المطلق للحوار وان من يشارك به من أبناء الجنوب إنما يمثل صفته الشخصية ولا يعبر عن الإرادة الشعبية لشعب الجنوب الذي قالها مراراً وتكراراً في الساحات و بكل وضوح إن الحوار لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد : الطريق مظلم وحالك فإن لم نحترق انأ وأنت فمن سينير الطريق ( جيفارا ) .... وأنها ثورة حتى النصر إن شاء الله ، فقد قال ارنست تولير : روح الثورة لن تموت ، مادامت قلوب المشاركين فيها راغبة في النصر ، وقال الزبيري : جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا / في حزبه وثقوا بالله واعتصموا / لم يبق للظالمين اليوم من وزر / إلا أنوف ذليلات ستنحطم