الحالة التي تمر بها الأمة العربية في كل دولها بدون استثناء تجعل المتأمل يصاب بالألم يعصرقلبه نظراً الى ما الت اليه ألامور من تمزق وشتات وعدم الشعور بروح الانتماء وحب الوطن من قبل البعض بسبب الانظمة التي عمدت منذ زمن مبكر في تحطيم نفسيات ابناء هذه الامة ، ورغم ان ثورات الربيع العربي قد أعادت لنا الامل في اليقظة وإعادة الروح الى الجسد إلا أنه لا زال الخطر مدلهماً والكثير منا لم يدرك واجبه ولم يستشعر حجم هذه المخاطر فبقينا في مناكفات وصراعات تعيق النهوض لتحقيق الاهداف التي من اجلها ضحى الشباب والشيبان رجالاً ونساء وفي مقدمتهم الشهداء .. فهل يصدق علينا قول الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب: أكاد أؤمن من شك ومن عجب هذي الملايين ليست أمة العرب... ولكن رغم الالم الذي يعتري المتابع لهذه الاحداث عندما يستعيد ذاكرة احداث هذه الامة عبر القرون ، وحجم التضحيات التي قدمها احرار وحرائر هذه الامة في ثورات الربيع العربي وقدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الحرية وتحقيق المواطنة المتساوية وتخليص الامة من الديكتاتوريات التي جثمت على صدر الشعب لعقود من الزمن عندها يستعيد المرء الامل ويرى شعاع النور الذي حاول الطغاة اطفاءه فيستشعر متهللاً قول أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري في الأبيات التالية : سجل مكانك في التاريخ ياقلم فها هنا تبعث الأجيال والأمم هنا البراكين هبت من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم هنا القلوب الأبيّات التي اتحدت هناالحنان هنا القربى هنا الرحم هنا الشريعة من مشكاتها لمعت هنا العدالة والأخلاق والشيم شعب تفلت من أغلال قاهره حراً فأجفل عنه الظُّلمُ والظُّلَمُ نبا عن السجن ثم ارتد يهدمه كي لا تكبل فيه بعده قدم إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنتقم إن الأنين الذي كنا نردده سراً غدا صيحة تصغي لهاالأمم والحق يبدأ في آهات مكتئب وينتهي بزئير ملؤه النقم جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا في حزبه، وثقوا بالله واعتصموا لم يبقَ للظالمين اليوم من وزر إلاّ أنوف ذليلات ستنحطم والشعب لو كان حياً ما استخف به فرد ولا عاث فيه الظالم النهم علينا أن نتفاءل ونعمل معاً من أجل تحقيق طموحات الأمة بكل إخلاص وتفانٍ ، مع زرع الحب والاخاء والتسامح ، وعدم التفريط بالأهداف السامية التي من اجلها سالت الدماء وازهقت الارواح الطاهرة وفي مقدمتها الحرية والمواطنة المتساوية في ظل دولة النظام والقانون التي ننشدها جميعاً.. رابط المقال على الفيس بوك