مرارا وتكرارا سيحاولون اسقاط سيناريو 1994م على الجنوب ، جهود مستمرة وأساليب وتوجهات متنوعة ، فتارة باسم الوحدة وأخرى باسم الحوثيين وأخيرا وليس آخرا باسم الشرعية بحجة انهاء التمرد والانقلاب الذي نفذته مليشيات تابعة للإمارات على اعتبار ان الإمارات محتلة والانتقالي مليشيات انقلابية على الشرعية كلها مبررات تضليلية تشبه بعضها بعضا في الدوافع والمبررات ، ففي 1994م كانت الحرب ضد الردة والانفصال وفي 2014م كانت ضد الدواعش وانصار الفار هادي واليوم وفي 2019م تعد العدة لغزو عدن بغرض فرض الشرعية وإنهاء الانقلاب عليها من قبل الانتقالي وفي كل هذه الحروب الظالمة لم تمر فوق رؤوس الجنوبيين مهما دارت رحاها وطالت أمدها فما تلبث رياح الجنوبيين تثور على البغي فتقتلعه من جذوره وتستأصل شأفته وتنهي حضوره وتواجده في ارض الجنوب ولم يدم على ترابها بغي ولا عدوان ، فلقد انقشعت غمة الاستعمار البريطاني بعد اكثر من 129 عاما وانتهت ، وغابت شمس بريطانيا في عدن وأشرقت دولة الجنوب في عالم الوجود وهي التي أغرقها أبناؤها المخدوعون بالوحدة والقومية والعروبية دون تبصر او روية ليمدوا أيديهم الى الأغلال في يد الجار الشقيق فيقيدهم بها ويندمجون معه في دولة واحدة اكلتهم والتهمت زمنهم ربع قرن لا لون لهم فيه ولا طعم ولا رائحة للجنوب في ارضه وعلى خارطة الجغرافيا الإنسانية لم تمر هذه الذكريات المؤلمة ولم تدم طويلا فكما انتهت حقبة الاستعمار البرطاني لحقت بها حقبة الاستعمار اليمني الذي انطفأت شمعته في جنوب الجزيرة العربية ولفظته سواحلها الممتدة من باب المندب الى حوف في المهرة وفي جزيرة سقطرى ليزول حلم عودة الفرع الى الأصل فليس إمامهم الا ان يغيروا استراتيجية المرور نحو الجنوب والذي صار مستحيلا بالوجه اليمني واللون واللسان . فلم ولن يمروا نحو الجنوب بعد اليوم على الاطلاق ، فلهذا وبسبب اصرارهم على بسط نفوذهم وهيمنتهم على ارض الجنوب وثرواته ومقدراته فليس امامهم سوى ان يغيروا استراتيجية المرور فيلبسوا ثوب الجنوبيين وألوانهم وألسنتهم ويضعون اسلحتهم بيد الجنوبيين ممن وجدوهم على طريق التسهيل والتيسير للمرور ممن ليس لهم هوية جنوبية يفاخرون بها أو يستميتون من اجلها ولا يتنفسون روح الانتماء الوطني للجنوب ممن وجوههم متلونة واشداق افواههم متدلية وألسنتهم اللاهثة لاتستقر بمكان وأيديهم تتسول في كل حين وتتوسل في كل امر مهين من رضيوا لانفسهم ان يقودوا افيال ابرهة السبئي نحو بيوت اهاليهم في الجنوب واوهمو ناسهم واقاربهم بالفارس العظيم لحصان طروادة الذي تنسل من تحته مؤامرة الاجتياح والغزو السبئي المأربي للجنوب كلا لن يمر هؤلاء ايضا مهما اصروا فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله فكما رد رب البيت العتيق أفيال ابرهة الاشرم . فإنه بحوله وقوته قادر على نصر الجنوبيين المظلومين في جنوبهم وهم يذودون عنه ضد أقيال الغزو السبئي المأربي بسائقي الاقيال من الجنوبيين سيردهم الله خائبين خاسرين وهم يمكرون لنا ويخدعوننا بابنائنا الجنوبيين وضعوهم في واجهة الغزو كي يمروا من بين ايديهم ومن خلفهم . لن تنطلي علينا هذه الفبركات والمغالطات لم ولن تمروا مهما تصروا فلقد اغلق الباب في وجوهكم نحو الجنوب وعاد البيت الجنوبي لمالكه الحقيقي وهو شعب الجنوب ولن تجدوا فيه بعد اليوم بياعا لمال الجنوبيين عليكم وعلى غيركم وحتما ستقطع يد كل سارق نهب مال الجنوبيين وعرض بشعب الجنوب في سوق النخاسة وهو يجرؤ على ان يقود اقيال ابرهة السبئي ويعتلي صهوة حصان طروادة من تحته السبئيين ليمر بهم فوق اهله وناسه وشعبه في الجنوب . كلا والله لن تمروا ... فلم تصروا