و هاهو الشعب مرة بعد أخرى يقول كلمته و يحدد مساره و أهدافه و فوق ذاك يتمسك بهويته العربية الأصيلة التي لا تقبل الضيم او الغبن و الإلحاق و يقف العالم العاصف بالمتناقضات الصارخة في صف و يقف هذا الشعب الصغير الكبير وحيدا في صف أخر و لكن مؤيدا من الله و بصدر عار و إمكانات شحيحة . و تشحذ الأقلام و و تقرع الطبول و الأبواق و يتم التزوير و التضليل والتهويل ليل نهار و يستميت الأعداء في النيل من الحقيقة فيما يستشهد و يجرح و يطارد هذا الشعب من اجل تلك الحقيقة مختزلة في كلمتان (التحرير و الاستقلال )من أبشع و أفظع قوى احتلال عرفتها البشرية . و يصعق الجميع و يتقهقر بل و يذل و تطأطئ الرأس أمام إرادة شعب لم تنكسر و لن تقهر و حشر الجميع في الزاوية و نفدت إمامهم الخيارات و لم تجد نفعا مدرعاتهم و مجنزراتهم و مخابراتهم شيئا كما نفد عليهم الزمن الذي كانوا يراهنون عليه و بدأ عقد حلفهم بالانفراط و تصد ع بنيانهم بل يكاد يسقط على الرؤوس و بدت آثار الهزيمة على النفوس غير ان حكم القبيلة لا يع بل و لا يسمع و لا يرى ليرفع و يضاعف ثمن هزائمهم الكبر و الغرور وهذا الشعب الأبي يهتف في الساحات بل ويرتجز و يقول :
لقد نظر الأعمى إلى مليونيتي و حشدي و أسمعت هتافاتي من به صمم نعم أيها الشعب العظيم لقد سطرت ملحمة تاريخية سوف يسجلها التاريخ بأحرف من نور أنها ملحمة التحدي و الصمود بإرادة لا تلين أمام جبروت الاحتلال و بطشه و تواطأ العالم و صمته و بقيت شامخا رغم العواصف و أبيت حياة الذل و الخنوع و أفاق العالم من حولك أخيرا و أنت تملا الإنحاء نشيدا و هاهي رايات النصر تخفق و يزغردن الطيور هذه المرة بحرية لا على أصوات لعلعة الرصاص و بعد إنني لأرى شبل من أشبال الجنوب العربي يرفع علم الجنوب فوق صيرة و على جبل شمسان الشامخ بل و منارة العيدروس ثم ربما علي ان اذكر بالبيت آنفا لقد نظر الأعمى إلى مليونيتي و حشدي و أسمعت هتافاتي من به صمم