أرضٌ بها تُسقى التراب دمع ودم ولّوا أُناس تضحكُ منهمُ العجم لولا التقاعس والخذلان حلّا بهم ما كانت اللدغة تُثنى،، بعد الألم ليس غريب أن نتوقع - بعد كل كارثة وحادثة، مؤلمة شقّت الصدور- بياناً مذيّل بكسر العواطف. فطأطأة الرؤوس بعد الفاجعة الأليمة قد شربنا منها ورتوينا. والبيانات المشحونة بالدمع،لا تجدي نفعاً،إن لم تغيّر واقعاً ملموساً. أصبح الشعب الجنوبي يتقيّ من كل قياداته،- بعد الخنجر السموم - عويل ونحيب، وصراخ، وإدانة، وبياناتٌ عفنة. أصبحنا نسبح في بحيرة طمع وجشع المناصب.اصبحنا نتسابق على منابر التمجيد والتطبيل، دون خجل. تسلّقنا ظهر الشجرة بالكلاشينكوف وقلّمنا أضافرها بمخالب الطمع. وهذا ما جعلَنا اليوم نبكي ونتباكى ولا نعرف، كيف..؟ ومتى نستيقظ أصبحت الأرواح رخيصة لمستوى أدنى. وأصبحنا نتغنّا، ونستكفي،بجلسة بمثابة وجبة غداء ومضغة قات. أكتضّت مدننا بالمعسكرات، وضاقت الطرقات والشوارع بالأطقم. والجند أصبحوا يفرشون الأسواق. وفوق كل هذا وذاك، حلَّ البلاء بنا وتفاقمت علينا المصائب،وغرقنا في مستنقع الوهم. لا أمن ولا أمان، كلٌّ يدّعي أنه حامي الحمى. لم نكن عند ظن حسن المسؤولية، ولا نعرف كيف نفى بحق هؤلاء الذين طهّروا الأرض بدمائهم الزكيّة. إلى متى سنظل في هذه الدوامة التي تعصر بنا وبحالنا. حتى نشفي غليل الجراح.؟ كلما تعشمنا خيراً،زادة تغلى فوراناً. أصبح حالنا هكذا، أتفقنا على أساس أن لا نتفق.