لاشك بأن كل ماهو حاصل في دولة العراق الشقيقة اليوم من أوجاع وهموم ومعاناة وضياع للوطن ونهباً لثرواته وتفكيك لنسيجه الاجتماعي وظهور الطائفية والمذهبية والعنصرية واستعلاء فئات على أخرى وكثرت المليشيات المكونة خارج إطار الدولة وتسليحها بأحدث الأسلحة وبدعم من دول أجنبية موجود في يمنّا هذا ولا نقل شأن منهم فماهو موجود بالفعل في العراق موجود في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا . احتل الغزاة العراق وسلبوا قراره السياسي وأصبح الكل يتحكم في أموره السيادية فأصبح العراق بين مؤيد ومعارض لتلك التدخلات الأجنبية. العراق اليوم أصبح ساحة لمعركة عبثية لأطراف إقليمية ليس للعراق فيها ناقة ولا جمل. ادّعت هذه الأطراف المتنازعة زعامتها على العراق فدار الصراع الحشد الشعبي الممول والتابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بمخططات إرهابية ليس هدفها استهداف الطرف الأمريكي فحسب بل أضرت بالأمن القومي العراقي الذي أصبح بين كماشة هذه المليشيات التي لاتعرف إلاّ لغة السلاح . التهديدات التي نسمعها اليوم من قبل الإيرانيين ضد الامريكين بعد مقتل سليماني لن تستهدف امريكا كعدو واضح للعيان بل تستهدف قواعدها العسكرية المتواجدة في العراق وسترد عليها أمريكا بالضرب لعناصر الحشد الشعبي وفي العراق أيضاً ليغرقوا هذه الدولة في حروب مفتعله يتحمل ثمنها العراقيين أنفسهم الذين رضيوا بالذل والهوان لأنفسهم بترك المجال مفتوح لهذه المليشيات تعبث بخيرات العراق الوفيرة . نحن في اليمن نعيش نفس السيناريو ونفس الوجع تركنا اليمن للوصاية الخارجية فأصبحت إيران تتحكم بشمال اليمن بدعمها للمليشيات الحوثية الإجرامية التي جعلت اليمن تحت البند السابع وبذلك تحكم في قرارها السيادي دول أجنبية لنتجزاء إلى عدة اشطار وفئات وفي الجنوب أصبحت الإمارات والسعودية الآمر الناهي في كل مايدور . بالمختصر المفيد سلبت اليمن أرضا وانسانا جوا وبحرا وبرا عندما سلمنا أرضنا لغيرنا فهل نستفيد من ما يجري في العراق الذي يصيح اليوم لاسترجاع سيادته ولا إجابة لما ينادي. ام اننا لن نصحوا إلا بعدما يقع الفاس في الرأس.