حنقت وأخذت على خاطري ..وأسرتها في نفسي ولم ابديها لأحد ..بعدما استثناني الاستاذ ناصر الوليدي ..وعدم اهداءه لي كتابه ..القصصي المعنون والموسوم… بكريستيانا الفاتنة ... ولم ادري بميلاد كتاب الوليدي ..إلا من الصديق الدائم منصور بن سالم العلهي ..ومنذ ايام فارطه وانا اقبع بمسجد الخير… مدينة مودية .. وإذا بي وجها لوجه مع الوكيل لمحافظة ابين الاستاذ الخلوق عبدالعزيز الحمزة… قد اقبل علي ..واقبل وحيا ويتمايل كما الغصن قده… فصافحني بعدما باغتني وانا جالس ..ولم يترك لي فرصة المقام… فخجلت واعتراني من ذلك الحياء ..ثم برك امامي واخرج من سله كان يحملها ..وفي طياتها كتاب مهداء ..لي من الشيخ ناصر بن محمد سالم الوليدي… فرحت بالهديه ..وقد خاب ظني من الاثم ..تركني الوكيل بعدما عرض علي خدماته ..ثم خبأت الكتاب في ثباني ..بمقولة الأستاذ سعيد النخعي… ناصر الوليدي ..اتا في فلته من الزمن ..وهل أتاكم حديث الوليدي ..والذي ذلت له العوالي من قطوف الأدب واليراعة… وطاعت له الكلمات من مفردات البلاغة .... ناصر الوليدي ..أتى في عصر الانترنت و اكتساح العولمة ..ولو قدر لهذا مجيئه هو وبعض الأصدقاء ..ممن يروق لي متابعتهم ..لأنهل من يرعاهم ..لبات حديثهم ..تتحدث به العربان ..وتسير بااخبارهم الركبان… ناصر الوليدي كريم النفس ..وغزير المعاني ..وهل دعاك الهواء يوما كما مادعاني… لم أرى قط في حياتي مثله ..كريم في ثقافته ..ليهديك اجمل واحب الكتب الى نفسه… وآه ما أكثر الكتب التي بعثها لي ...دون ان يطلبها او يستردها مني .. ناصر الوليدي ..من خلال أدب الرحلات يكتب بصلابة الجبال التي رآها ..وبعمق المحيطات التي عبرها ..وبشجاعة المسافرين… الذين يركبون الطائرات التي تصيبها السحب بالسعال… تعالوا أحدثكم ..عن اخبار هذا الوليدي من خلال كتابه القصصي… كريستيانا الفاتنة .. حيث يقول الوليدي ..ومن هناك شارع الفردوس حيث يأخذنا الوليدي في نوبه من البكاء والنحيب ..وهو يقول .. البكاء على الحبيب ومنادمت الاطلال ..ومناجات الليل ..والبحث عن المواقد وبقايا الرماد ..واشواك الحضائر ..و بعر الآرام ..واثار الابل وانهمار الدمع على الحصى ... والوقوف قبل غروب الشمس ..لمراقبة القافلة ..وهي تغادر الديار .. بحثا عن المراعي والغدران ..وهودج الحبيبة يتمايل ..هل قلت يتمايل… لا بل يتهادى على ظهر الناقة المحظوظه بحسب قوله… والقافله تختفي ..تدريجيا حتى يبتلعها الظلام .. رفقا بنا يا سيدي ومن أين لنا لنأتيك بمثل هذه المفردات الساحرة والأنيقة… يحدثنا الوليدي ..من ليلة الزين لديسمبر 2010 ..والتي احدثت تحول جذري في حياة الاستاذ ..ولست أدري هل كان ميلاد زين العابدين فأل خير للوليدي… ام فأل شئم علينا ..بعدما قرر مغادرتنا وترك واحات البدوان ومطارح الخلان .. ليستقر به المقام في عاصمة الأدب والثقافة ..عدن الحبيبة .. ومن كريستيانا ..الى دموع الذكريات وسنوات الضياع ..ونعرج ثم نتوقف على ..الا ايها الراحلون عنا عودوا الينا ..فمكانكم مهجة الروح ..والقلب والخاطر…