بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِين َالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. صدق الله العظيم. ببالغ الحزن وعظيم الاسى تلقينا نباء وفاة المناضلة العدنية الجسورة رضية احسان الله، وبهذا المصاب الجلل فقدت عدن خاصة واليمن عامة نبراس وطني كان له دوراً قيادياً وطنياً بارزاً ضد الاحتلال البريطاني مع عدداً كبيراً من المناضلات بل كانت في مقدمتهن، وفي الوقت الذي ننعيها علينا أن نتذكر أدوارها الكفاحية البطولية التي تعرضت خلالها للملاحقات والإعتقالات من قبل الاحتلال البريطاني التي قبعت في معتقلاته تعاني من حرمانها لحريتها و تقييد استمرارها في تحريك الشارع العدني كما اعتقد المستعمر البريطاني آنذاك، الا انها ومن خلف القضبان كانت تؤجج مشاعر الشعب في مواجهة الاستعمار كما كانت خارج المعتقلات. لقد كانت الفقيدة من الرموز الأولى والرعيل الاول المؤسس للحركة الوطنية وما دورها الريادي في تأسيس القطاع النسوي في بلادنا منذ باكورة شبابها للدفاع عن حقوق المرأة اليمنية خاصة والعربية عامة الا دليلاً على طبيعة صلابتها وقناعاتها بحق المرأة في قيادة المجتمع نحو حريته واستقلاله ، كانت الفقيدة رحمها الله قائدأً متميزاً مع رفيقاتها من الرعيل الأول ممن تربعن على ناصية القدرة على العطاء وتقديم التضحيات دونما ثمن الا من نيل حرية شعبهم، فقادن المسيرات والاعتصامات والإضرابات العمالية وواجهن المستعمر البريطاني دعما للثورة. كما كانت الفقيدة رحمة الله عليها صاحبة عطاء متميز في نضالها وقدمت خلال كل مراحل النضال قضية شعبها ووطنها دون أي إلتفاتة لمكاسب خاصة ، وبرحيلها اليوم فقد وطننا احد رموزه النضالية الوطنية النيّره من الذين آمنوا بعدالة قضية الشعب والمؤمنة بحقه في الحرية والاستقلال والتطور ، وبذلك يجب أن نتذكر أن الفقيدة المناضلة برغم انها كانت نبراس للكفاح ضد الاستعمار البريطاني والإمامة الا ان حياتها تخللتها المعاناة والنكران والجحود والاهمال لتلك النضالات من كل الجاحدين الذين اعتلوا منصات الحكم في كل المراحل . ومع ذلك الألم بفقدانها يحتم علينا أن نتقدم بمواساة أسرة الفقيدة المناضلة وكل المناضلين الافذاذ بأن نتقدم إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كما عهدنا فيه رفع الظيم عنهم وإنهاء حالة الجحود والنكران لادوارهم بتكريمهم معنوياً ومادياً بإعادة النظر باوضاعهم ورعايتهم صحياً وأسرهم حتى لا تتكرر مآسي من سبقهم . وبهذا المصاب الأليم لا يسعنا إلا ان نتقدم إلي جميع أفراد الشعب واخص الأسرة الكريمة بأحر التعازي القلبية والمواساة الصادقة، مُبْتَهِلٌين إلى المولى عزّ وجل أن يتغمد روح الفقيدة بواسع رحمته وعظيم مغفرته، ويلهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان، وأن يسكنها فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولله ما أعطى وله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى. وإنا لله وإنا إليه راجعون. ياسين مكاوي مستشار رئيس الجمهورية. رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك