منذ انطلاقة الثورة الخمينية الإسلامية عام 1979م في إيران وإلى هذه اللحظة وإيران تسعى إلى مد نفوذها في المنطقة العربية والإقليمية وتؤسس تحالفاتها وتدعمها في الظل إلى أن برزت وظهرت حاليا، لكن المتغيرات السياسية والإقتصادية والدينية في الواقع الإيراني كشفت المغطى عندما خرجت تظاهرات مندده بالجوع والفقر والواقع الإقتصادي المترديء والفرز المذهبي بعد أربعين عام من نجاح الثورة الإسلامية بقيادة الخميني والتي أطاحت بنظام الشاة ، لم يتحمل الشعب الإيراني نظام ولاية الفقية القمعي إزاء واقعهم فقد أتى على لسان برلمانيين واقرباء من أية الله الخميني يقولوا بأن النظام الإيراني أو ما يسمى ولاية الفقية يدفع تكلفة إنشاء التحالفات العابرة للحدود التي يمولها على حساب معآناة الإيرانيين ولتحقيق أطماعه الخاصة به و أحلامه و أوهامه في زعامة الأمة الإسلامية .
لكن لو جئنا لقراءة الموضوع من الناحية الجيوسياسية وأسباب إيران في مد نفوذها في المنطقة العربية والإقليمية وطرحنا سؤالا على المتابعين ،هل التوسع الإيراني الإقليمي يؤثر على العلاقات الإيرانية بمحيطها وما مدى إستفادة النظام الإيراني من توسعه وهل انعكس عليه سلبا أم إيجابا، سنجد أن النظام الإيراني خسر محيطه الإسلامي والعربي والدولي ولم يجني سوى صراعات وحروب لا نهائية خلفت المآسي و الآلام للشعوب العربية التي كانت ضحية مشاريعها التوسعية لكن هناك منطلقات منطقية تتمثل في حماية أمنها القومي على سبيل المثال لا الحصر¡ .
إن الأسباب الإقتصادية والأمنية هي التي تجعل إيران تتحرك عسكريا بقوتين الناعمة والقهرية ففي لبنان والعراق وسوريا تنظر إيران إلى أنها مواقع هامة لأمنها القومي، أما في اليمن فتنظر إليها من بعدين الإقتصادي والإستراتيجي، أهما السيطرة على باب المندب الذي يعتبر من أهم المضيقات والممرات المائية في العالم وذلك يعزز وجودها على المياة الإقليمية التي تربط بين قارتي آسيا وأفريقيا وتظل على تواصل بالعالم غير آبهة للحصار الدولي والعقوبات الإقتصادية التي يفرضها عليها المجتمع الدولي بين الفترة والأخرى بسبب برنامجها النووي ، والنفوذ في المنطقة العربية والإقليم ليست إيران هي الطامعة الوحيدة فأمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وكل الدول المتزعمة للعالم اليوم لها نفوذ قوي في المنطقة العربية، لكن إيران تتحدى هذه الدول بشكل صريح وواضح لفرض وجودها العسكري الذي يكسر الحصار المفروض عليها بصنع التحالفات .
في وجهة نظري أن اليمن ما زالت باقية بمحيطها العربي رغم التدخلات الإيرانية الماكرة، فكل مرة ترحب إيران بدعم الحل السياسي في اليمن يكتفي الآخر بالصمت والتنديد ويحذر من المخاطر الإيرانية ، والحقيقة إن ملف الحرب وإيقافها بيد وكلاء الحرب الدوليين وبائعي الموت لليمن اللذين لا يريدوا للحرب والمعاناة أن تنتهي ، لأن نهايتها تعني فراغ اقتصادي كبير للدول التي تبيع الأسلحة والموت لنا كل يوم و في ظل أقبح صورة إبتزاز للممكلة السعودية في التأريخ وبمزاعم حمايتها من الخطر الإيراني .